أتوقُ لأن أجعل من نفسي قُرباناً – أليخاندرا بيثارنيك – ترجمة: فاطمة إحسان

أن ننظرَ ببراءةٍ، قبل كلّ شيء.
كأنَّ شيئًا لم يحدث
وهو أمرٌ صَحيح.

***

II

لكن أنتَ، أودُّ أن أنظرَ إليكَ حتّى يهربُ وجهكَ من خوفي، مثل طيرٍ هاربٍ من الحوافّ الحادةِ لليل.

***

III 

مثل فتاةٍ مرسومة بطبشورة زهرية على جدارٍ قديم جداً

تجرُفها الأمطار فجأةً.

***

IV 

مثلما تتورَّد زهرةٌ وتكشف عن قلبٍ ليس موجوداً.

***


كلُّ حركةٍ من جسدي وصوتي تتوق لأجعل من نَفسي قُرباناً،

الباقة التي تتخلّى عنها الريح على الشُّرفة.

***

VI

ظَلّلي ذكرى وجهكِ بقناعِ من ستكونينها

وأخيفي البنتَ التي كنتِها ذات يوم.

***

VII 

الليلةُ التي تناثر فيها كلانا مع الضَّباب. هذا هو موسم الأطعمة الباردة.

***

VIII 

والعطش، ذاكرتي مكوَّنة من العطش، وأنا أسفله، في القاع، في الحفرة، شربتُ، أتذكَّرُ ذلك.

***

IX 

أن تسقطَ مثل حيوانٍ جريح، في بقعةٍ كان ينبغي أن تكون للنبوءة.

***

كأنَّه لا يعني أيّ شيء، لا شيء، فمٌ مُطبق، والجفون مخيّطة، وأنا نسيت.

الريح في الداخل، كلُّ شيءٍ مغلقٌ والريح في الداخل.

***

XI 

تحت الشَّمسِ السوداء للصمت، احترقتْ الكلماتُ على مهلٍ.

***

XII 

لكن الصَّمت حقيقيّ، لهذا السبب أكتب. أنا وحيدة وأكتب.

لا لستُ وحيدة. ثمَّة شخصٌ هنا.. يرتجف.

***

XIII

حتَّى لو تحدثت عن الشمس والقمر والنجمة، فأنا أتحدث عن الأشياء التي تحدث لي. وماذا كنتُ أتمناه؟ تمنيتُ صمتاً مثالياً.

 لهذا السبب أتكلم.

***

XIV

الليل منحوتٌ على هيئة صرخة ذئب.

***

XV

لذَّة فقدان الذات في الصورة المُتخيّلة. أنهض من جُثَّتي، وأذهب للبحث عن هويّتي. 

مهاجراً من نفسي، رحلتُ باتجاه الشخص الذي ينام في بلادٍ من الريح.

***

XVI

سقوطي اللامتناهي في السقوط اللامتناهي، حيث لم ينتظرني أحد – لأنَّني عندما رأيتُ من كان ينتظرني لم أر أحداً غير نفسي.

***

XVII

شيءٌ ما كان يسقط في الصمت. كلمتي الأخيرة كانت “أنا” لكنني كنتُ أتحدثُ عن الفجر المتوهّج.

***

XVIII

تشكّل الأزهار الصفراء دائرة للأرض الزرقاء.

يرتجف الماء، مُمتلئاً بالريح.

***

XIX

العمى النهاريّ.. طيورٌ صفراء في الصباح.

 يدٌ تفكُّ تشابك الظلّام، ويدٌ تسحب شعر امرأة غارقة لا تتوقف أبدًا عن الذهاب عبر المرآة. للعودة إلى ذاكرة الجسد، يجب أن أعود إلى عظامي التي في الحِداد، يجب عليّ أن أفهم ما يقوله صوتي.


*عنوان المختارات: ممراتُ المرآة
*نص: أليخاندرا بيثارنيك
*ترجمة: فاطمة إحسان

زر الذهاب إلى الأعلى