إلى بدل رفو – بدل رفو

يا بدل رفو..
لقد كسَّرت ضلوعكَ الغربة…
وتبللتْ قصائدكَ ورحلاتكَ
بعشق الحياة ورحمة الله..
ضجَّت دروبكَ بشوق الأرض
وبابتهالات المطر..
اختطفتَ من الحياة لونَها
ومن الزهرِ عطره، ومن الحضارات رَونقها..
تجوبُ في غابات الدنيا لتهديكَ حياةً..
ولتحيل طرقكَ إلى مرآةٍ تعكس الحكاية
للعابرين والمهاجرين.

تغفو بين جفون المحطَّات
وبين أشلاء الأجساد المُنهكة
وبقايا وشوشات التاريخ..
وعلى إيقاعات الفقراء
تفرط في البكاء..
تبغي أن تغدو جسراً
كي لا تحزن الدروب من أوجاع المسافرين
لكن..
لا ماء ولا ينابيع ولا فيضانات
في صدر الأرض.

تسردُ لمحطاتِ القطارات وللشواطئ..
لأشلاء أرواح البؤساء عن أحزانكَ
عن تناهيد لياليكَ
ووحدتكَ الأزلية..
عن رهبة صوامع بلادكَ الأولى
وصمت شعبكَ..
عن ربيعٍ قادنا في درب مظلمٍ
كي يسحقنا حقداً وجفاءً ويعتصر صوتنا
ويلعق جراحنا بقسوة.

بجوار نوافذ الغُربة يقبع عنفوان النرجس
كي لا تقبر مودة وطن..
وأن لا تنتفض الذكريات من جديد..
وقصائدي التحفت بهزائم التاريخ
في بقاع الأرض
لن تحارب شيوخاً وكهولاً وأطفالاً..
لن تسحق نجمة الله..
يا صديق الخمائل والبؤساء..
ستتيه بكَ الدروب أحياناً
وستختار الشمال بدل الجنوب،
يا ليتك بقيت ولم تمض يا موج البحر..
سيصبح الأحرار، وستصبح انتكاسات أحلام البشر
على درب حريتكَ وعشق المدن
محراباً للوطن ولعشق ليالي الصيف
ليلملم لك التاريخ من وقع إعصار..
عشقك للإنسان سمفونيَّة
تبعث رحيق حرية وعنفوان لكلِّ البشر
وحين تصعد روحك للسماء
وقتها..
سيكتبُ مداد فاسقٍ
خسرنا رحَّالاً وشاعراً إنساناً
كي يناغم شارع الفقراء!


*نص: بدل رفو

زر الذهاب إلى الأعلى