عندما انفصلنا
لم يكن أمرًا قاطعًا
كلانا بكا، توقفنا فقط حين لاحظنا
أنَّ أثاث غرفة نومكَ يطفو نحو الردهة
الجيران هاتفونا ليخبرونا أنهم عاجزون عن النوم
لأن قلبي يتصدع بصوت عالٍ مريع
وهكذا، لتسكتني، قلتَ إنَّه مؤقت.
عندما انفصلنا، لم يكن الأمر منطقيًا
حاولتُ أن أستوعب، لكنني شعرتُ بدوار، حتى أنني تقيأتُ
واصل العالم دورانه بينما جلستُ أخلّص شعري من القيء
كان هذا في المرة الأولى فقط.
في المرة الثانية
كان الأمر لا يزال مُلتبسًا
جلسنا طويلًا فوق تراب الحديقة
حتى أننا حين نهضنا
كنا متمازجين مع الأرض
لكن لا بأس،
نعقتد أنها تبتلعنا على أية حال.
في المرة الثانية
كان الأمر لا يزال غامضًا
ركبنا سيارتي
وقلتُ إنني لن أتوقف حتى نوضح المسألة
لكن مؤشر البنزين اقترب من حدِّ النفاذ
ولم نجد الكلمات
لكنَّنا لم ننته بعد.
المرَّة الثالثة، كانت الأعنف
أمطرتْ طويلًا حتى شعرتُ
أن الكون بأكمله يغرق
لساعتين تحدثنا في نفسٍ واحدٍ مختنق
وحين قلتَ أخيرًا إنَّك راحل
غرستُ ركبتي في الوحل وتوسلتُ إليكَ لتبقى
تركتني هناك، قدتُ السيارة بعيدًا
وعندما عدتُ في النهاية إلى البيت
تركتُ أثرًا طينيًا زاحفًا
من الباب وحتى غرفة نومي.
في المرة الثالثة
على الأقل لم يخل الأمر من المنطق
لأنَّ كلمات مثل أحبكَ
وأهجركَ
جاءتا معًا
في حين كنتُ أظنُّهما
عالميْن منفصليْن.
عندما انفصلنا للمرَّة الأخيرة
كنَّا متعبين
لم يكن الأمر واضحًا ما يزال
لكننا لم نعد نهتم
لم يكن منطقيًا لكننا كنَّا خائري القوى.
عندما انفصلنا للمرة الأخيرة
أدركتُ أنَّني نسيتُ كيف يكون الانهيار
لذا بدلًا منه،
تماسكتُ.
*نص: فورتيسا لاتيفي
*ترجمة: ضي رحمي