أحمق يربي غابة وقصائد أخرى – عبد الناصر باسل

أشخاص:
بلدان:

رغبة

تورّدُ نهديكِ في الليلِ/نهرٌ يرسّخُ إيمانه بالمصبِّ/

افتتانُ الغزالِ بصيّاده / نحلةٌ تتماهى مع الورد / بابٌ يحنّطُ كفّ الحبيبةِ/ إيمانُنا باشتعال العناقْ

خلافٌ طفيفٌ مع الحبِّ/ أغفو على صدرها عاريًا/

يشرَقُ الوقتُ من حولنا/ نستعيرُ البدايةَ ساخنةً/

 نخلعُ الروحَ لا وقتَ للشّعرِ/ نمشي إلى رغبةِ الغيم يكبرُ فيه المطرْ

غُربةُ الماء في البحرِ/ طعمُ المسرّة في الحربِ/ خوفُ التورطِ في الشّعر/ نوستالجيا في البلوغ الغريبِ/ التسكّعُ في كوب شايٍ / تردّي الحياةُ بأضدادها

في كهوفِ اللغةْ

متعبٌ من تورّدِ نهديكِ وحدهما كنتُ أعني.

أحمقٌ يربّي غابة

( إلى من أصرخُ، فيُعطيني المحيط؟)

أنسي الحاج

يتساقطُ على شاطئ (سلفادور دالي)

ويعبثُ بالفوضى المرتّبة..

هذا الخارجُ ليتسوّل الألوان في معمل الخلق

سائحٌ قذر، يركلُ الرمل 

لينتصر على بنت العاشرة وهي تشيّد بيتًا صغيرًا 

فيتعانقُ والداها الغريبان.

الساعة الآن : دقيقةٌ

وهو معطّلٌ عن الوقتِ

يخرجُ في بواقي الوجود مع التربة الزائدة

ينادي على البحر..

كل البّحر

يغرق على الشاطئ متأثرًا بالجنونْ

الجسدُ : المتاهة 

أين يجدُ حبيبته؟

في الموسيقى النافرة 

وهوُ يجلسُ الآن 

يضيفُ للكلمات معجمًا جديدًا 

يروّض اللغة.. لغته هو وحده

ويسرحُ في (انت فين والحبّ فين) 

يبكي متأثرًا بجنونه ويتكئ على زوبعةٍ وشيكة في النص  لينتصر.

عِنادُ الآلهة

يكبرُ عنادُ الآلهة

في مواويلِ الحرب،

شِلوٌ هناك يُترَك وحده

هكذا تريدُ الآلهةُ إدارة المواجع الحتمية،

تخرجُ إلى الحديقةِ بقيّة الأشلاء

في نزهةٍ وجوديةٍ، تُفتّشُ عن أغاني الملكوت 

كالذي يبحثُ عن قبرهِ في وجوه الآخرين 

تسكنُ الآلهة البحرَ 

أيُّ بحرٍ هذا الذي يخون الملح!!؟

يتجاسرُ على التاريخِ

مثل إقطاعيٍ مخذول

يقيمُ حفلًا للغرقى 

يشربُ زبدهم نخبًا لانتصاره المروّع

هذا البحرُ 

كان يومًا ما 

نهرًا يافعًا يمشي في أروقةِ البيت 

يغسلُ أطفاله 

وتشربُ منه عائلةٌ

أصابتها لعناتُ الآلهةِ التي

 تسكنُ

 هذا

 البحر.

ثلاثة غرباء في الليل

(ثلاثة غرباء/1)

كأسا نبيذٍ

كرسيّان من خشبٍ مغدور

ظلّها 

وأنا

عجوزٌ يقرأ جريدته اليوميّة

ودمٌ سالَ على تختِ الغريب.

(نبيٌ سقط عن الحصان/2)

لم يعدْ لي أيُّ دورٍ 

في الوجودِ

يبدو أنه صارَ نبيًا مثلها 

لعله اعتنى بدموعها هذه المرة 

قبّلها قبل أن تبكي 

وحضّر وجبتين لهما 

أطعمها بيديه كأنّه تذكّر معنى الحبّ

كل ما في الأمر 

أنّني الذي صيّرتُه نبيًّا

(سرير دافئ بالدموع/3)

هي..

شؤونك الجنسية أعرفها جيدًا

يا حبيبي الغريب

غرامياتك، نشوة إحداهنَّ، دمعي الذي قد يصيبُ وسادتك أعرفها جيدًا 

يا حبيبي الغريب.. أحبّك 

لكن إذا جُرحِت إحداهنَّ ..

 قل لها 

“سخيفةٌ أنتِ مثل زوجتي “

كي أطمئنّ.

(حوار/4)

في السرير 

ينامُ

وتبكي

وينظر الله لها: 

تريدينهُ مقتولًا ؟

لا، 

فلينم مع جميع الجميلاتِ

وليسكر من أفواههنَّ.. وقبل أن يعود إلى البيت يشتري وردةً لي

يمزّقها قبل أن يدخل

ثم ينامْ.

أحبُّكِ

(إنها الفائية التي تخبّئُكِ للأبد..)

كما في الخيالِ استراحَ الوضوحُ

وضجّ الخيالُ بطعمٍ خفي

لقيتُكِ خائفةً في الطريقِ

وكل حواسي تنادي:

 قفي… 

وما بيننا شارعٌ مستحيلٌ

طويناه في عشقنا المرهفِ

أهمُّ لأحضن فيك اشتباكَ

النسيم على رقّةِ الشرشفِ

فيجرحكِ الليلُ بالذكرياتِ

كما يُجرَحُ الفنُّ في المتحفِ

وأسمعُ في دمعةٍ لا تطلُّ

ارتجافَ الحنايا من الموقفِ

تخافينَ من عابرٍ مرّ يومًا 

على ناهديكِ ولم يغرفِ

(فتبّت يداهُ) فقد ضاع عمرًا

وما ذاقَ من لهفة (المصحفِ)

أحبّك غامضةً كقصيدة نثرٍ

إلى الآن لم تُكشَفِ

أحبّك جامحةً كالنوايا اللذيذات

في جسدٍ مُدنَفِ 

أحبّكِ.. 

كاملةً كالتماعِ البلاغة في أوجه الأحرفِ

أحبّك..

كاملةً، لستُ أعرف..

كم سأحبُّكِ كي تعرفي

ــــــــــــــــــ

*نصوص: عبد الناصر باسل

زر الذهاب إلى الأعلى