قصيدة على جسدكِ – إلياس ناندينو – ترجمة: تحسين الخطيب

I

أنا فتيٌّ في جسدكِ، أنا دمكِ؛

أُشنةُ السِّنيِّ في أيّامكِ؛

غيمةُ التّجربةِ التي ترعاكِ

بأمثلةٍ حكيمةٍ من خَطايا.



أنا العشُّ الخَرِفُ حيثُ يهتزُّ

جسمكِ -يا وقودَ حمّايَ-

ويقدحُ وسواسَ شهوتي

وغيرتي من إبريلَ في وجنتيكِ.







أنا الشيطانُ الذي يكبرُ في ابتسامتكِ،

السماءُ القتيلةُ في بؤبؤَي عينيكِ؛

المأساةُ التي تجعل رضابكِ مُرَّاً

بمذاقِ غرائزي الغريبِ.

II

يا مصّاصةَ دماءِ نسغكِ -يا عطشَ المسرَّةِ-

أرتحلُ في غابةِ قلقكِ،

موقظاً زهرةً فجائيَّةً تطرحُ

عبيرها الجديد إلى جشعكِ.





في نارِ جسدكِ أكوُّنُ نَفسي

على صورةِ غُلمتكِ وأكفُّ عن الوجودِ

لأهجرَ نفسي

في كأسِ قربانٍ آخرَ أبدعَهُ حُبّي.



أصعدُ قمّةَ اضطّرابكِ

كي أُدني حياءكِ، عاريةً،

وألفّهُ بلمسةٍ بارعةٍ متّقدةٍ

حتّى يعودَ بالجوعِ الذي يطاردني.


وأنتِ، لا بُدَّ أنَّكِ، أشعرُ:

الزّنبقةُ الآدميةُ التي تتبدّدُ في ليلي

بتشنّجِ عذاباتي

وأمواجِ عباراتِ الغزلِ …




وأنتِ، لا بُدَّ أنَّك، القبرُ البِكْرُ

حيثُ أدفنُ بقايا أعصابي:

الثَّلمُ حيثُ أتركُ بذرةَ

هذي الخطيئةِ الشاردةِ التي تخنقني.


III

أريدُ أن أكونَ السّمَّ الذي فيكِ؛

الخيّرَ، والهائلَ، والمُستحيلَ،

الملاكُ والشيطانُ في ضمَّةٍ واحدة؛

الحيَّة واليمامةَ في غُصنكِ الأخضرِ.



أريدُ أن أكونَ سقّالةَ قوّتكِ؛

ظلّكِ، حزنكِ، طيفكِ؛

الدودةَ التي تلتهم ذاكرتكِ

ثم أنطقُ بكِ مثل كلماتي.



Iv

أنا فتيٌّ في جسدكِ، أنا مَوتكِ:

الطّيفُ الذي يحيا في دمكِ؛

الرجلُ الذي يفترسُ حدودكِ

كما يلتهمُ الحملانَ الذئبُ.




ولكن، قدّيسًا كنتُ أم شيطانًا، فأنا بؤرتكِ؛

حُبُّ أن أشربَكِ وكُرهُهُ؛

الريحُ التي تُحرّرُ مدّكِ

في البحرِ العَاري لطُهركِ.




ولا بدَّ لي أن أحيا في أشواقكِ،

أضرّج بالدما فمكِ، وألوّث ظلّي

في منظرِ آمالكِ الطّفليِّ،

والحقيقةِ الفجَّةِ لشهواتكِ.



v

ساعديني لأُوجدَ، أتوسّلُ إليكِ.

أريدُ أن أصعدَ غيومَ أحلامكِ،

أن أتجذّر في ضوءِ عقلكِ

وأن أستعبدكِ بأفكاري.



ساعديني لأوجد، أن أحرق نَفسي

في مشعلِ جسدكِ،

في لهيبٍ واحدٍ -والدّمُ مُتوحِّدٌ-

کلانا كنزٌ من رَمَاد.



*نص: إلياس ناندينو
*ترجمة: تحسين الخطيب
*من كتاب: ليلية الجسد وقصائد أخرى


زر الذهاب إلى الأعلى