(1)
أجلس إلى طاولتي
ما الذي أستطيع أن أكتب لك؟
مريضة بالعشق أنا،
أتوق إلى أن أراك جسدًا.
لا أستطيع أن أكتب إلا:
“أحبك. أحبك. أحبك”
يخترق الحبُّ قلبي
ويمزِّق أعضائي.
ونوبات الحنين تخنقني
ولن تكف.
(2)
إذا فكرت في الرحيل بعيدًا
والمجيء إليك،
فإنَّ عشرة آلاف ميلٍ تكون مثل ميل واحد.
لكنَّنا في المدينة ذاتها معاً
ولا أجرؤ أن أراكَ،
فالميل الواحد أطول من مليون ميل.
(3)
يا لألم هذه اللقاءات المختلسة
في عُمق الليل.
أنتظر أنا، تاركة الشوجي* مفتوحًا
ومتأخرًا تجيء أنت، وألمح ظلَّك
يتحرك بين الأوراق
على قاع الحديقة
نتعانق – متخفيين من أهلي.
أغطي وجهي براحتي وأبكي
فأكمامي قد ابتلت.
نتطارح الحب، وفجأة
يبرز مراقبو الحرائق
بخشخشاتهم ومشكاتهم
يا لهم من متوحشين
إذ يظهرون في مثل هذه اللحظة
أثرثر أنا، وقد أربكني ظهورهم،
بالسخافات،
ولا أستطيع أن أكف عن التحدث
بكلمات لا رابط بينها.
(4)
تسألني عما كنت أفكر فيه
قبل أن نصبح عاشقين
سهل هو الجواب
قبل أن ألتقيك
لم يكن لدي ما أفكر فيه.
(5)
يدثر الخريف الدنيا كلها
بالثوب الصيني المطرز العتيق
تصيح الجداجد: “نرفو الثياب العتيقة نحن”.
حريصة هي أكثر مني.
(6)
فقط نحن
في بيتنا الصغير
بعيدًا عن كل الناس،
بعيدًا عن العالم
ولا شيء سوى صوت الماء على الحجارة
حينها أقول لك:
“أنصت اسمع الريح بين الأشجار”.
(7)
مطارحتك الحب
كالشرب من ماء البحر
كلَّما شربت أكثر
ظمئت أكثر،
إلى أن لا يروي ظمئي شيء
سوى أن أشرب البحر كلَّه.
( 8 )
في الفجر شعاع واحد.
إنَّ هناء حبنا
لا يُدرك
لا شمس تشع هناك، ولا
قمر، ولا نجوم، ولا ومضة برق،
ولا حتى ضوء مصباح.
وكل الأشياء متوهجة
بالعشق الذي يضيء الدنيا كلها.
(9)
توقظني،
وتقبّلني
وأمنحك الندى
ندى أول صباح في الدنيا
(10)
في يوانع الشجر يغنى اليوغيزو
بين نباتات الأسل الخضراء تغني الضفادع
في كل مكان ثمة النداء نفسه
نداء الكائن للكائن
الغيوم الكئيبة تتهادى في الفراغ
قوارب الصيادين تتهادى في المد
تأخذها أشرعتها بعيدًا.
لكن الحبال التي ما تزال، كما كانت قديمًا، تفتل
مع شعر نسائهم،
تشدهم عائدين
فوق انعكاسات صورهم في الأعماق الخضراء
نحو موانئ الحب.
(11)
متمددة في المرج، أنفتح لك
تحت شمس الظهيرة،
والدخان الضبابي يكاد يخفى
تويجات وردتي.
(12)
لأنني أحلم
بك لي كلَّ ليلة،
فإن أيام وحدتي
ليست سوى أحلام
(13)
يلذعها العشق، فتصرخ
زيزة الحصاد. وصامتًا كاليراعة
يلتهم العشق جسدي.
(14)
لننم الليلة معاً هاهنا.
من يدري أين ننام غدًا؟
ربما ننطرح غدًا في الحقول نحن
ورؤوسنا على الصخور.
(15)
النيران
تضطرم في قلبي.
لا دخان يصاعد.
لا يعلم أحد.
(16)
توتر النهار أقضيه في
أحلام يقظة بك. وبالفرحة أسترخي
حين أسمع في الشفق
أجراس المساء وهي تقرع من معبد لمعبد.
(17)
من هناك؟ أنا.
أنا من؟ أنا ياء المتكلم. أنت كاف المخاطب.
لقد أخذت الضمير الخاص بي،
فنحن “نا”.
( 18 )
قمر الربيع المكتمل
يصعد من الفراغ
ويزيح جانبا شبكة
النجوم، ويجلس كرة من البلور الخالص
على المخمل الشاحب، بين الجواهر.
(19)
عطارد، هذا الربيع،
أبعد ما يكون عن الشمس
ويتوهج شعاع ضوء،
في حمرة الفجر
فوق الرمال
والأمواج التي لا تحصى
للمحيط الذي لا يحد.
(20)
ليتني أستطيع أن أكون
كانونًا له أحد عشر رأسًا
لأقبّلك، كانونًا
ذا ألف ذراع،
لأضمك إلى الأبد.
(21)
أصرخ،
والهزَّة
تنزح جسدي، فكأنَّني
شُققت نصفين.
(22)
لسانك ينقر ويتحرك
داخلًا فيَّ، فأتجوف
وأسطع
بضياء يبعث الدوار،
مثل دخيلة لؤلؤة كبيرة متعددة
(23)
آن الأوان الذي
يؤوب فيه الأوز البري.
وبين الشمس الهابطة
و القمر الصاعد يخط صف
من البرانت هيئة قلب
(24)
حين عدت من
الحمام الساخن، أتيتني أمام
المرآة الأفقية
بجانب السرير الواطئ، وبينما
نهداي يهتزان بين يديك
كان ردفاي يرتجان قبالتك.
(25)
مبكّر هو الربيع هذا العام
الغار، والخوخ والدراق،
والسنط واللوز
كلّها تزهر معا في آن،
وتحت القمر يفوح الليل
برائحة جسدك.
(26)
أحببني. في هذه اللحظة
نحن أسعد
البشر في العالم.
(27)
لا شيء في الدنيا يعدل
جزءًا من ستة عشر جزءًا من الحب
الذي يحرر قلبينا
ومثلما تضيء نجمة الصباح،
في الظلمة التي تسبق الفجر،
العالم كله بشعاعها
كذلك يلمع الحب في قلبينا
ويملؤنا بالبهاء.
( 28 )
أشد رأسك وثيقًا بين
فخذي وأنضغط على
فمك، وأطفو بعيداً
إلى الأبد، بقارب
أرجوان في نهر الجنة.
(29)
لا يمكن أن أنسى
ذلك الغسق المعطَّر داخل
خيمة شعري الأسود
عندما استيقظنا لنتعاطى الحب
بعد ليلة حب طويلة.
(30)
كل صباح،
أستيقظ وحيدة، وأنا أحلم
أن ذراعي هي لحمك
العذب المذاق
فأضغط عليها شفتي.
*الشوجي: نوع من الأبواب أو النوافذ الانزلاقية ذو شرائح ورقية.
ترجمة: عبدالكريم الحنكي
3٬741 2 دقائق