قفازان جلديان – مقتطفات – آنا كريستينا سيزار – ترجمة: جمانة حداد

أشخاص:
بلدان:

1-

ألبث هادئة.
أكف عن الكتابة. أرسم
في مدينة لا أملكها.
لا أفكرُ في الرحيل. خربشاتي
اليوم قد
انتهت.


” رحتُ على غرار الجميع أصور الناس من حولي، على كراسي الرصيف.”
فاتني قطار. لا أتمكن من أن أروي القصة كاملة. طالبتني بتفاصيل ( لم أزل أعتقد أن سؤالك كان أحد تلك الأسئلة المتعبة التي يطرحها المرء في نهاية السهرة، وأنا التي كنتُ بعيدة يومئذ، لكني لا أقول شيئًا، وليس السبب أن فمي قاسٍ، ولا السبب السخرية ولا النار المتقاطعة.
أخاف أن أضيع هذا الصمت.

هل نخرج؟ هل نقوم بجولة في الحديقة؟
لماذا جعلتني أجيء إلى هذه الغرفة هنا؟
عندما تموت، ستؤول الحال بدفاترك إلى واجهة المعرض الذي يقام بعد الوفاة، ذخائر.
يقول لي كطفل مدلل بعض الشيء إن الفن هو ما يساعد في الهرب من الجمود.

العينان من جديد.

عيناه تبثان لا مبالاة عندما يحدثني عن معنى الفن. منذ ثمانية أيام وأنا أقول لك ذلك. أتعلم أن ضبط إطار الصورة في وسط المتنزه. أتخيل القوة المطلقة للمصورين وهم يحدقون من وراء العدسة، لا مرئيين كالله. لا أعرف أن ألتقط هنا في الحديقة، على خطوط وجهه، حتى بإهمال محسوب، المرأة الصعبة الت لا تترك في الوراء، التي لا تترك، ولا الكلمات التي تفرّ، من دون أن يعود شيء ما ينقح ويكمل.

سوف أشرح أكثر: الكلام لا يجعلني أخرج من الإطار، سوف أشرع في الرسم إذّا، لكي أخرج من الإطار.

2-


أريد أن أروي لك الغرفة الجامدة وكل ما تحتويه. لا مدينة في الخارج ولا علاقات قرابة. لديّ هنا آلات تسليني، تلفزيون في غرفتي، شرط ممغنطة، بطاقات بريدية، دفاتر من كل الأحجام، مقص أظافر ووعاءان من البريكس، إلى آخره. لا شيء في الخارج ورأسي يتكلم وحده، هكذا، في حركة بندولية: ظهور واختفاء. احفظ جيدًا هذه الغرفة الراكدة بآلاتها والرأس والبندول الذي يدق. احفظها جيدًا. سيكون ذلك مهمًا في ما بعد.

*نص: آنا كريستينا سيزار
*ترجمة: جمانة حداد

زر الذهاب إلى الأعلى