عندما يجلس حبيبي على مقعدٍ عام
يده اليُسرى خلف عنقه،
رأسي معششٌ في صدره،
على عكس عصفورٍ؛
بكلتا يديه، يضغط على رأسي
كما لو أنّه يرغبُ بكسرهِ أو لحمِه بجسده
الأسمر، لونُ وجهِ الله
والملائكةِ والأشجار
ورغوةِ القهوةِ
العربيّة. جُلُّ ما أرغبهُ الآن:
شعرُ صدرهِ الأسود المنقّع
بالعرق على لساني، عضة
من حلمتهِ، لحيتي
تحاككُ جلده المبلّل الجاف
ومنيّه في فمي.
ولكن الشّمس ساطعة
وحديقة “ستانلي” مكتظّة
وأخته تجلس
قربنا، على عكس تمثالٍ،
غير آبهة بالمحيط الوديع.
***
عندما تركتني، حبيبي
شعرتُ كما لو أنَّني كنت أجلسُ
عاري الصدر فوق جذع أحد الأشجار
في “أربيوتس كوڤ”،
تُملِّس الرمال الرمادية قدميَّ،
تُقبِّل النسمة صَدري،
منتظراً بزوغ الشمس.
أن تتجنّبَ ذاك التقاطع
حيث يصطدم
الحب والوقت
وأنتَ لازلتَ متيّماً.
هل مِن شيءٍ
أجمل من هذا؟
جسدكَ الأسمر
فوق جسدي،
صدركَ الكثيف الشعر
على صدري،
أنهار من المنيّ
بيننا،
وأنت تبصق
في فمي.
أو العكس.
هذا ربما
أجمل
من كلِّ شيء.
رغم ذلك، لا شيء،
سواء ابتسامتي
عندما كنتُ طفلاً،
أجمل من ضحكك.
أقفُ على ضفة المحيط الهادي
غير قادر على العوم.
قلبي،
ميناء من زهور الداليا.
تقفُ أنتَ على الضفة المقابلة،
قادراً على العوم،
ولكنكَ لا تغطس، حبيبي،
رغم أن المياه هنا ساكنة.
تؤمن أنّ السعادة
لا تقطن خلف المحيطات،
بل زبد البحر والقوارب البيضاء
وظل القمر.
ولأنني قمتُ بعبور المحيط
تسعة سنوات ماضية، مثل زهرة ذابلة
تنهض عن الأرض
لتصل إلى هذه الضفة،
أخالفكَ الرأي.
*نص: نوفل