فاصلةٌ بين شهوتيْن – جمانة حداد

أسرقُ نفسي
ويزداد ثرائي فُحشاً.


وقتي فاصلة بين شَهوتيْن.


يدوخ طول يديّ
لأنَّ لذَّتي شاهقة جداً.


أتلوّى في شَهوتي
كشجرةٍ سكرى بهوائها.


أجسادُكم
لا تُطفئ جَمرتي
لا تتسع لتوبتي
لا تصلح لأكفّر



ذنوبي أكثر من عطاياكم.



يستحضركُم خيالي كلَّما انفردتُ
فأكتظُّ بمن لا تستوعبه يداي.


بَراءتي فوق الشُّبهات
هبني ذنوباً تليق بها.


لستُ أقاوم لتمتـنع
أصدُّ كي لا تُطيع
عصيانكَ مفتاح لذَّتي.


الغلّة ترف العارفين
أطيب من كلِّ لذة
لا تشفها
أجّجها.


تواطأ مع صدور رأسي
لا تمح عبورها
هي شريكتكَ على صعوبتي
هي سلّمي إليكَ.


أنتَ صخرتي
وأنا مياهُكَ
أزبُد كُلَّما تكسرّتُ عليكَ
حركة الكون تجمعنا.


نحنُ دائماً على الوشكِ من كلِّ شيء
هكذا نحن أكثر -دائماً- حُبّاً.


أعيدُ ابتكار الخطيئة الأصليَّة
كي يستحقّ عُريي غُفرانه.


كلُّ جرحٍ في ظهركَ شهقة عميقة
كلُّ سكوتٍ منكَ نَشوَة مَغلوبة.


أغرزُ نَشوتي فيكَ
صرخاتٌ مُحقَّقةٌ
هكذا أمنحكَ لذَّتي وذاكرتها.


ليحرق لسانكَ أمواجي
ناركَ صيف أنوثتي.


أن يظلَّ في البداية الذين نحبّهم
وتتكرّر لحظتهم إلى الأبد!


*نص: جمانة حداد

زر الذهاب إلى الأعلى