جمالكِ يُفزعني – يانيس ريتسوس – ترجمة: تحسين الخطيب

كم أنتِ جميلةٌ. إِنَّ جمالكِ يُفزعني. أَجوعُكِ. أَظمَؤُكِ.
أُناشدكِ، اِحتجبي؛ اِحتجبِي على الكُلِّ، ولا تتجلِّي إِلاّ لِي أنا وحدي. مُغطّاةً
مِن رأسكِ حتّى أخمصَي قدميكِ بحجابٍ مُعتمٍ شفّافٍ
مُرقّطٍ بتنهيداتٍ فضيّةٍ من أقمارِ الرّبيعِ. مسامُكِ تبعثُ
حروفَ علّةٍ، حروفاً صحيحةً مُشتاقةً؛ لقد لُفِظَتْ كلماتٌ سريّةٌ،
انفجاراتٌ ورديّةٌ مِن مطارحةِ الغرامِ. حجابُكِ يعلو، يلمعُ
فوقَ المدينةِ التي أدركها الليلُ بحاناتها التي تنوسُ فيها الأضواءُ، فوقَ أماكنِ البحّارةِ المألوفةِ؛
كشّافاتٌ خضراءُ تُنيرُ الصّيدليّاتِ اللّيلةَ، وكرةُ زجاجٍ
تُدوّمُ مُسرعةً فتكشفُ المنظرَ الطبيعيَّ لِكُرةِ الأرضِ. السكّيرُ يترنّحُ
في عاصفةٍ هبّتْ مِن أنفاسِ جسدكِ. لا تذهبي. لا تذهبي. 

واضحةً جدًّا. ومراوغةً جدًّا. ثورٌ حجريٌّ
يثبُ مِنَ القَوْصَرَةِ إلى العشبِ النّاشفِ.
امرأةٌ عاريةٌ تصعدُ السّلالمَ الخشبيّةَ
حاملةً طَسْتَ ماءٍ ساخنٍ. والبخارُ يحجبُ وجهَها. عالياً في الهواءِ
مروحيّةُ استطلاعٍ تَسُفُّ مواضعَ عشوائيّةً. اِحترسِي.
إنّهم يطلبونكِ. اختبئِي عميقاً أكثرَ في يديَّ.

فَرْوُ البطّانيةِ الحمراءَ التي تغطّينا يكبرُ ويكبرُ،
فتصيرُ البطّانيةُ الحمراءُ دُبّةً حبلى. تحتَ الدُّبةِ الحمراءَ

نتطارحُ الغرامَ إلى الأبدِ، أبعدَ منَ الزمنِ وحتّى أبعدَ منَ الموتِ،

في اتّحادٍ كونيٍّ متوّحدٍ. كم أنتِ جميلةٌ. إِنَّ جمالكِ يُفزعني.
وأجوعُكِ. وأظمؤُكِ. وأناشدكِ: اِحتجبِي.

زر الذهاب إلى الأعلى