خدشٌ غائرٌ وملح – علي المازمي

أشخاص:
بلدان:

على غصنٍ نحيلٍ ويابسٍ، تريحُ التعبَ، تربيهِ على الصبرِ والرهافةِ.

وريثما أمرّنُ روحي على شهقتها الأخيرة… أُعِدُّ القبرَ.

الفتاةُ التي مسّها الجنيُّ، وحقن رقبتها بالحرابِ عدة مراتٍ،

التي شقّت العصا بطنها،

وأخرجت غزاة صغارًا.

من يشتهي المضي بروحٍ محتلة؟

أتساءلُ في طريقي إلى الجنون

تاركًا نَفَسي ورائي

وسجائري المُتعبة.

إليها إذًا أسيرُ!

بثيابٍ مشدودةٍ ،

بأناقةِ بوذيٍ معتزلٍ 

عرف أخيرًا، أنها آخرُ الانبعاثات،

إليها إذًا

تلك التي تقتلُ العاشقَ

عند أول اكتمالٍ للقمرِ

وتلقي عظامَهُ لعشاق آخرين!

سبعةُ أبوابٍ والأعمى يصارع الجدران

تُغلَقُ

تُفتَحُ

يسمعُ خواؤها

والصوت فريسة الأعمى…

هو الوداعُ إذًا

هيء معصمك، واجمع دموع الأسلاف كلها

حرك قلبك في مبخرةِ العراءِ

القديسةُ سوف تخرج من الباب الكبيرِ

ولا من يوقفها

ماذا تفعل بكل هذا العمى يا صديقي.. ؟

لا أريد رؤيتها، تُغادرني وهي تصفق أقدامها بقوةٍ على أرضي،

هل يُسمعُ أنين الوشم؟

إيه…

الجرح أبعد من الأيادي

أبعد من الطمأنينة

ولا يصله الحنين

الجرح أبعد من القصيدة

أبعد من الظمأ أيضًا

هل لي يا تيه عمري.. مأوى؟

هل ثمة قارب صغير يبحر بي إلى الداخل؟

كظلٍّ لظلٍّ كسيح… سأغادرُ كلَّ اللعنات!

من لعنةٍ معلقة على الرموش

إلى لعنةٍ في خاصرةِ الفتاة!

بعيدًا عن الانتحارات التي تحدث في أوردتي.

روحي من لها في هذا الدمار؟

أهو أنا؟

وماذا أفعل بكل الجماجم في رأسي؟

بتيارات التيهِ، التي تجرُ أشلاءَ نساءٍ لا أعرفهن،

تزجني أفكاري إلى التلاشي

إلى تقمص الموتِ

أو التشبهُ برصاصةٍ حية،

تبيحُ سحقي

كي تريني

كل الدموعِ التي تسقط معي

كل الأصدقاء

كي تريني دم الأضحية

يقطر على جبيني

وأعرف

أني لست كباقي الموتى

ستغسلني الهمومُ

وتطعن جثتي

أفكاري…

يا ذئبتي

البَدءُ كنتِ، البدءُ أنتِ،

والنهاية تائهة

ما رأيُكِ أن نضحك الآن؟

حتى نخاع الليل

كاسرين الزمن

على جدار المقبرة.

زر الذهاب إلى الأعلى