عندما كُنْتُ شابة، كُنْتُ
أراقب من وراء الستائر
رجالاً تمشى الشارعَ جيئةً وذهاباً.
رجالاً سكارى، رجالاً عجائز.
شبابًا حادًا كخردل.
أشاهدْهم، الرجال دائماً
ذاهبون لمكان ما.
عَرفوا بأنّني كُنْتُ هناك. خمسة عشرَ
عاما وجائعة لهم.
تحت نافذتِي يَتوقّفونَ،
مستوى أكتافهُمْ العالي مثل
صدور بنت شابة،
أعقاب السترةُ تصفع فوق
ظهورهم،
رجال.
يوم واحد يَحتجزونَك في
نخيل أيديهم، بلطف، كما لو أنَّك
البيضَ الخامَ الأخيرَ في العالمِ. ثمّ
يُشدّونَ. فقط قليلاً.
العصرة الأولى لطيفةُ. أي حضنة سريعة.
ناعم إلى قتل دفاعاتك. قليلاً
أكثر. الأذى يَبْدأُ. اسحب خارج
ابتسامة تنزلقَ حول الخوفِ. عندما
الهواء يَختفي،
عقلك يندفع، يَنفجرُ بعنف، سريعاً،
مثل كبريت مطبخِ. مُحَطَّم.
هذا عصيرُكَ
جاريا على سيقانَهم. ملطخ أحذيتهم.
عندها الأرضَ تصحح وضعها ثانيةً،
ومحاولات طعمِ للعَودة إلى اللسانِ،
جسمكَ أغلقَ بعنف . إلى الأبد.
لا مفاتيحَ موجودة.
ثمّ النافذة تفتح كاملةً على
عقلك. هناك، فقط ما بعد
تُذبذبُ مِنْ الستائرِ، رجال يَمْشونَ.
مدركة لشيء.
ذاهبون لمكان ما.
لكن هذا الوقتِ، أنا ببساطة
أقف و أشاهد.
رُبَّمَا.
*
ترجمة: أحمد العدوى