شهقة
عيناك مرآة الأنوثة
عندما ألقاهما أتحول امرأة فريدةْ
ويداك ..أي سحابة
تلك التي
تروي ظما عمري و أحلامي البعيدةْ
شفتاك رقصٌ مولويٌ في دمي
وتخالفُ الإيقاعَ
يَشْهقُ داخلي وحشٌ أسيرٌ
يكتبُ الآن القصيدةْ
***
أفكارُ بنتٍ عادية
أعرفه قبل بزوغ الحب على شرفة قلبي
أعرفه قبل دخولي مملكة شرود البالِ
وقبل معاقرتي كأس الأهواءِ
وأعرفه
عادياً كان
و كنت امرأةً عاديةْ
لا صوت رجولته يعنيني
لا عطرٌ يستعبد إن فاح شراييني
لا لون العينين
ولا نظرته السحرية
أعرفه
يمشي في الحي ككل الناس
و يوزع خبز بشاشته لجميع الناس
لا اذكر أني قبلا أغرقني الوسواس
لا أعرف كيف دخلت به منطقة الهذيان
أسرفت قليلا في تحميل اللحظة بعض الألوان
فغدا في قلبي بستانًا
و سفيرًا فوق العادة للأحلام الوردية
يكتب أشعارا عن بنت تغوي نيسانْ
و يجيد قراءة ما يزهر تحت الفستانْ
فيثير زلازل تقلبني
و تغيّر خارطة حدودي
يغمرني البحر و أصبح بين يدية كحورية
***
قلبي نذر لعينيك
إلى بدر دحلان، الشاب المعذّب في سجون المحتل
لعينيكَ
والخوف طفل
أمام ازدحام الفجائعِ… فرّ
وخاف بما فيهما أن يعاني
لعينيك
والخوف غرٌ
وعيناك درسٌ كبير المعاني
وعيناك قنبلتانِ…
وبئرٌ من الظلماتِ
وهذي البلاد أمامك جائعة للأمانِ
لعينيك قبل ضجيج السجون
وقبل انهيار المتون… وعجز الأغاني
لعينيك
أرفع قلبي بخوراً
وأشعل فيه الصلاة
وأدري
بأن الصلاة -كجهد المقلِّ- هي الآن وهمٌ
وأن الكلام كثيرٌ… ولكن!!
لعينيك ليس يُعيد السلامَ
وليس يعيد الزمان قليلاً
ليغلق دونك باب الهوانِ
*
لعينيك…
أيقونتان معلقتان على سقف روحي
تَنِزّان زيت الفجيعة…
معجزتان تخيطان جرح السؤالْ
لوجهك…
هذا الجميل كآخر سور أمام انتحار الجمالْ
لرعشة هدبك
ضحكة قلبك
عمرك قبل اغتيال السنين
وعمرك بعد النجاة -إذا ما نجوت- من الإغتيال
أقدّم قلبيَ نذراً… ولكن!!
لعينيك خير النذور القتال
نصوص: عبير الديب، شاعرة سورية