كما يَرحلُ الأتقياءُ بهدوء
هامسينَ لأرواحِهم بالرحِيل
تاركينَ أصحابهم بين مُودِّعٍ
ومُعارضٍ
لِنذب بهدوء، بلا ضجيج
بلا دموعٍ ولا تناهيد
ودعي حبنا سراً مُقدساً
لا تدنسُه التُّرهات
إنًّ الزلازل توجس خيفةً فينا
ويحسَبُها الضعيفة قلوبهم عقاباً منزلاً
واهتزازات الأجرامُ السَماوية مهيبةٌ
لكنَّها بريئَة
إنَّ الحبَّ البشري
حبٌ حسيٌّ، لا يطِيقُ الفِراق
يتلاشى وينْدثر
عندَ افتراق الأحباب
لكن حبَّنا السماويَّ متفردٌ
حبٌ مطمئِنٌ
حبٌ لا يكترثُ إن فُقِد فيه الجَسدُ
رغمَ أني راحِلٌ عنكِ
أرواحُنا سَتبقى معنا
لن تفترقا
ستتسعُ المسافاتُ بيننا
تماماً مثلما يتمدَّدُ الذهبُ المنصَهر
إنَّ روحينا
مثل ساقيِّ فِرجار
روحُكِ الساقُ الثابِتةُ
لا تتحركُ إلّا إن تحركتْ الأُخرى
رغمَ ثباتِها في المنتصفِ
لكنَّها تصغي وتُذعنُ
حتى تعود ساقها الأخرى
هكذا يجب أن يكونَ حُبنا
كالتقاء ساقيِّ الفرجار
ثَباتُكِ وسكونكِ
سيكملُ دائرتي
ويجعلني أنتهي حيثُ بدأتِ.
*نص: جون دون
*ترجمة: فردوس مسعود