كان يقصّ سيرته على امرأة جميلة في بيته
قال
كنتُ أمشي كثيراً وحيداً على الجسر
أفكّر بطائر بارد
بريش بارد وعيون باردة
يموت أمام النافذة
كنتُ أبتسم مثل صدع في الهواء الذي يسوق الخريف إلى الأحياء
والصيف إلى الأموات
وأبكي مثل أحذية فارغة
فكّرت كثيراً بالرحم الذي عشت فيه حياة سعيدة
حيث لا ريح تخلع قبعتي
حيث لا أحد يدقّ الباب
وودتُ لو أعود لأتكوّر هناك
أنا و قبعتي وكلبي وإبريق الشاي الساخن
كنت أمشي وحدي دون شهوة ودون ذاكرة
دون أن أجفل حين يدهس القطار البحيرة
أو يسرقني أحد المشردين
أصل إلى نهاية الجسر، ثم أعود أدراجي
وأفكر في طريق العودة
لماذا كلّ هذا الوخز في قلبي
أنا الذي لا أريد شيئاً.
*نص: سمر دياب