ربما كنتُ أخطبوطاً
في حياةٍ سابقة
يكتبُ الشعر بثلاثة قلوب وبجرعة زائدة لم تقتله
يغني لآلهته التي يَرَاها ممدَّدة أمامه على الشاطئ
وتنظر إلى صورتها فيه
وإلى انسيابها الخلَّاب في الألوان
ربما كنتُ أخطبوطاً
يركضُ بكلّ هذه الأرجل إلى الحياة
يُفكّر في إخراج فيلم بيوغرافي عن الزُّرقة
وكيف يعزف على البيانو بأكثر من ذراع
وكيف يأخذ رُخصة القيادة بهذا الجسد المُتفرّع
وأي يدٍ سيمدّها ليتناول كوب القهوة من البَائع
ربما كنتُ أخطبوطاً
يُضاجعُ البحرَ كلَّ ليلة
ويسكبُ السماءَ في جوفه عند الصباح
ويمشي منتشياً إلى العمل
ربما في حياةٍ سابقة
كنتُ أخطبوطاً
فأصبحتُ
أصبحتُ الآن امرأة
بقنبلة نووية بين فخذيّ
وبساقيْن منهوبتيْن
يحملُهما والدي في جيبهِ ويقفل الباب
ويديْن منفيتيْن في صندوق جدَّتي القَديم
وجسدٍ ملتصقٍ بالسرير
وفمٍ نبتَ في داخلهِ بيت عنكبوت.
*نص: ندى أبولو