في “السلايد” الأول، تكتفي بكتابة اسمك بخط عريض مظّلل، أو تكتب: “حياتي”، وتضعها في المنتصف تماماً، حيث تظنّ أنها حياتك الحقيقية.
تنتقل إلى “السلايد” الثاني، حيث كتب أحدهم بخط عريض: الرؤية والأهداف؛ تستعين برسم تعبيري للضباب، وتهرع إلى “السلايد” التالي.
الرسالة: واضح أنها غير متوفرة في الوقت الحالي، لذا تقرر العودة إليها لاحقاً (مدركاً أنك لن تعود إليها لاحقاً)، وتستعين مؤقتاً باقتباس ملهم من باولو كويلو أو إيكهارت تول أو ماري أوليفر؛ إياك التفكير بعصبة المتشائمين البذيئين من أمثال سيوران أو تسيلان أو بازوليني.
تذكر نفسك: التزم دوماً بالنموذج.
خطة العمل: تفكر في تخطي هذا “السلايد” أيضاً، ثم تكتب: الانتقال الأبدي من شارع معتم في الرأس إلى زقاق مضيء إلى جادة معتمة، ثم الجلوس الأبدي على حافة الأشياء، حيث حديقة لا يراها سواك، وحيث عصافير مرحة تمدّ لك ألسنتها، وبعضها يمدّ أشياء أخرى ليس من اللائق ذكرها.
مدة المشروع: من ساعة إلى خمسة عشر عاماً على أبعد تقدير، ما لم تكن هناك انقطاعات مؤقتة أو دائمة في الذاكرة أو الإحساس المعقول بالعالم.
فريق العمل: أمُّ تحمل بكلمات قليلة صخرة حياتي، زوجة تحتمل كآبتي المزمنة، أولاد يستعدون لمواصلة شتاتي، وثلة من الأصدقاء السفلة.
الميزانية التقديرية: كوب قهوة في الصباح وكأس نبيذ في المساء، وما تتسع له الرئتان من سجائر.
تصل إلى “السلايد” الأخير حيث يجب أن تكتب: نهاية العرض. لكنك تكتب “شكراً” تضعها في المنتصف تماماً.
وتظل حائراً بين أن تتبعها بعلامة تعجب حائرة أو بعلامة استفهام مستنكرة أو بنقطة حاسمة أو بفاصلة منقوطة ملتبسة.
في النهاية تكتفي بوضع ثلاث نقاط. وترمي البرزنتيشن في القمامة.