وجههُ حادٌّ
بتحدٍ أضع خاتمه!
أنا زوجته أمام الأبدية، ليس على هذه الورقة.
وجههُ حادٌّ
كسيف.
فمهُ أخرس، الزوايا مُنخفضة،
حاجباه مؤلمَان ورائعَان.
في وجههِ الفاجع امتزجتْ
سُلالتان قديمتَان.
إنَّه دقيقٌ كالأغصان النَّابتة.
عيناه مُدهشتان غير مجديتيْن.
تحت الحاجبيْن المُجنّحيْن، المنبسطيْن،
هوَّتان.
أبقى وفيةً لوجههِ الفروسيّ،
لكم جميعاً من تموتون وتعيشون بلا خوفٍ
في الأيام المُقدَّرة نُغني
مثل هذه الأناشيد قبل الذَّهاب إلى المِقصَلة.
لا أُفكر
أنا لا أفكرُ، ولا ألوم، ولا أُناقش نفسي.
أنا لا أنام.
لا أرغبُ في شمسٍ، ولا قَمرٍ، ولا بحر
ولا مركب.
لا أحسُّ درجة الحرارة المُرتفعة بين هذه الجدران،
ولا كم الحديقة خضراء.
وهذه الهديَّة، التي طالما رغبتُ، وانتظرتُ
ما عدتُ أنتظرها.
لا يُبهجني هذا الصباح، ولا هذا القطار
الصخب المبتهج
أعيش من دون أن أرى النهار، ناسية
من الزمن، السنة والساعة.
كأنَّ على جبلٍ مَشقوقٍ راقصٌ صغير.
أنا ظلٌّ، ظلٌّ، أنا قمريّة
من قمريْن مُظلميْن.
إلى ابنتهِ
مع السنونوة جئتِ،
في الساعة ذاتها
فرحُ جسمٍ صغير،
عينين جديدتيْن.
الولادة في شهر آذار
أترى يا ربّ هذه التحيّة
يعني أن تكوني عصفورة
على الأرض
السنونوات تغوصُ في السماء
المنازل رأساً على عقب:
الطفل يُغرّد، والعصفور يزقزق
خارجاً.
الأيام، في تشرين الثاني قصيرة،
طويلة الليالي.
السنونوة بأذنابها الزرق
ما وراء البحار!
برودة هذه الأراضي القاسيَّة
تضغط على الصدر الناعم.
السنونوات أخذتْ
الطفل.
إكليل فقير على الجبهة، جامد،
جفونٌ ناعمة جامدة الطرف.
نامي يا طفلتي، عصفورة الله،
نامي، نامي!
*نص: مارينا تسفييتايفا
*ترجمة: بول شاوول