يا غائبة ..
يا غائبة عن عينايَ عودي
فهجرُكِ اليوم يقتل هذا الكوكب الذي خلقتهِ بداخلي،
عودي يا لينةَ القُبل إلا على قلبي المسكين..
يا جميلة الهجر أما خفتِ على هذا الكوكب بعدكِ؟
يا قاطعة وصلي دون عذرٍ كيف سمحتِ أن يمضي يوم بدونكِ؟
كل الرتابةِ اقتحمت عالمي مجددًا، كل شيء ارتدى اللون الرمادي دون أن يمر طرف ثوبِكِ خلسة بين الأشياء،
القهوة بدت بلا طعم دون أن تُحضرَها يداكِ،
والكأس يبكي دون أن يُقبل شفاهكِ كل صباح،
دون أن ترتشفي قهوتَكِ على طاولة الأيام..
إطار صورتكِ المعلق على الحائط يحن إليكِ.
لقد ذبلت ورود دون أن تلمسَ يداكِ،
لقد سقط المطر دون أن يفرح بكِ،
لقد صُنعت أساورً بلا قدر دون يداكِ،
لقد خُيّطت ملابس هدرًا دون أن تحتضنُكِ،
كل النساءِ بلا أنوثةٍ عند حمرة شفتيك،
ولا الضفائر الطويلةُ شيء أمام خُصلةٍ تداعبُ وجنتيكِ..
أنتِ الشمسُ في نورها، وأنتِ السماء في صفاءها
أنتِ الغيوم في شموخها، أنت الربيعُ في تجليهِ
أنتِ ساعات الفجر الأولى وإبتساماتً الرضيع الخاطفة،
أنتِ التجاعيد المرسومة بدقة على جبين قلبي، أنتِ عمر الزهور لنبضاتهِ ،بكل شاردةٍ و واردة بكل صغيرةٍ وكبيرة أراكِ
في الليل الطويل كسوادِ عينيكِ أراكِ،
بدهشة الأطفال عندما يرون سقوط قطرات
المطر لأول مرةٍ أراكِ،
بِبُكاء وبفرحة الأمهات تودع الانتظار محتضنه
إبنها عاد أخيرًا من الموتِ أراكِ..
في ضوء النجوم البعيدةِ التي تخترق
ظلمة الليلِ ساطعةً أراكِ
عن عينىَّ..مجرورة بعن وليس عيناى
وتلمس يديك وليس يداك