النغمة الناعمة لغلقِ الزرّ الثالث
تصرّ أصابعكِ
ووحدها تقدرُ سدّ
تلك الفجوة،
في قميصي المجعد،
والتي تتسرّب منها اللحظات الباردة،
والمشاهد الضبابية في الصباح،
وذكرى شخص عالق بينَ تنهيدتين،
وامرأة
أراقبها كالعادة
في المرآةِ
تعيد ترتيبي
مجدداً.
####
لا ضمانات
على من ستوقظ
وأنت تمشي على رؤوس أصابعك
إلى آخر الليل
ربما تتعثر بسلك ذكريات
شخص آخر
أو تصطدم فجأة
بباب عشوائي تفتحهُ
على صباح في مدينة لا تعرفها
أو لعلّك
تغمض عينيكَ
فتكتشف أنك ترى أكثر
أو تشعر أقل مما يمكنك
وقد تعثر بالصدفةِ
على زرٍ في الجدار
تضغطه
وتلاحظ خطواتك
وهي تصنع خريطة
تذهب فيها إلى أقصى وحدة
يمكنك أن تندس فيها.
####
صورة متخيلة
نعلقها على جدار متخيل
ونستند هناك طويلاً
نرفع رؤوسنا فوق ما نتخيّل
ونرى ما نفكر به
ينفجر في عتمة أبدية
نضع أيدينا كستار حاجز
بين أعيننا وما نفكر به
من ثمّ يعمّ سكون لدقائق
ننزل رؤوسنا
ونكسر الصورة
ونهدم الجدار
ونوقف-لمدّة من العمر-
تطلّعنا لأشياء غير مرئية
###
بينما تغوص قدماها
بعيداً في رمالِ الوحدة،
تقفُ بوداعةٍ
أمام الذكريات
التي تسحبها الأمواجُ
من مكان أبعدَ
مما تتخيل.
ساكنةً، يدورُ من حولها كل شيء
والأصواتُ كلها
ليست أعلى صوتاً من
ذكرى حزينةٍ
ترتطمُ بصخرة ملساء،
وبخفةٍ يرجعُ الأطفال خطوةً
خطوة، ثم يركضونَ بطائراتهمِ الورقية،
ويشدّون خيط انتباهها
فتبتسم،
وتُرخي يديها المضمومتينِ
إلى صدرها
محاولةً بغير فائدة
الخروجَ من المشهدِ
الذي لم ينتبه له أحد غيري.