قطع نابوكوف محاضرته فجأة. اجتاز القاعة بصمت. نزل الدرج، وأطفأ المصابيح الثلاثة التي كانت تنير المدرج. بعدها أسدل الستائر كافة، تتبعه الأعين المستفسرة لأكثر من مئتي طالب. كنا آنذاك داخل القاعة التي غرقت في الظلام.
صعد نابوكوف الدرج، مقتربًا من مفاتيح الكهرباء.
“في أفق الأدب الروسي – هذا بوشكين”، فاشتعل مصباح الزاوية اليسرى.
“وهذا غوغول”، فأضاء المصباح في منتصف القاعة.
“وهذا تشيخوف”، وأضاء مصباح الزاوية اليمنى.
بعدها، اقترب نابوكوف من الستائر؛ أزاحها كلها، وبصوت عالٍ صرخ: “بووم ..وهذا تولستوي”.
وعلى وقع صرخته هذه، غمرت الشمسُ القاعة.
(طالب مجهول. من هوامش كتاب “محاضرات في الأدب” لنابوكوف)