ربما لم يلحظ الغيم تلك الأشياءَ العالقة به
والحفلةُ أيضاً
لم تلحظ القفز اللانهائي للهباء الجريح
لا الطاولات المنكسّة آخر الليل
ولا حاويات الملابس المستعملة
لاحظتْ صمت ياقاتٍ بيضاء لم يحالفها الهديل
لا أعمدة النور
ولا كيابل الانترنت في البحر لاحظتْ
أشياءً عالقة
كانت لديها نزعة الوصول
إلى شيء
أو إلى أحد
أو إلى لا شيء ولا أحد
تلك الأشياء العالقة في ثقب الله في بقع الزيت في المحيطات في شباك العناكب في الغابات في الخزائن في الأقبية في أصواف الخراف التي تعبر الأسلاك الشائكة على الحدود
الأشياء الخفية العالقة في سياج الحياة وتخص أناساً لم يعد لهم عناوين
الأشياء العالقة التي أسماها أصحابها في الماضي (محاولات)
لا أحد يعرف أين تذهب المحاولات
بعد موت أصحابها المحاربين
أو خلودهم إلى رقة الجدران
المحاولات التي تخذل أصحابها في الأمتار الأخيرة من الورد
الكائنات الناقصة المضرجة بالنرد والعرق والخوف والتراتيل والدمع والخدوش والانزلاقات وعيون الملائكة الضيقة أين ينتهي بها الخيط؟
تلك العوالق التي ليس لها قوامٌ ودمٌ لتُرمى كالأجنة الناقصة في نفايات المشافي.. هل لها أجنحة لتعثر على استعارة أفضل من الأطفال ومجازٍ أفضل من الحياة؟
تلك الكائنات التي لها صبر البغال الكابية على البحر في قرى المتوسط .. تُراها تتألم وحيدةً بعد موت سائسيها الأشقياء؟
تلك السهام التي برينا بدموعنا ثم أطلقناها في فم الغابة، لكنها لم تقتل الليل ولم تعد لنا .. هل لا تزال جريحةً تحوم في الليل أم وجدتْ نفسها في جعبة أناسٍ آخرين يطلقونها أيضاً فلا تصيب ولا تعود ؟
ماذا تفعل البغال السود بنفسها إن لم تجد أحداً
تصعد به الجبل
أو تهبط به إلى البحر؟
ماذا تفعل السفن الجميلة في عرض البحر
حين يذهب الجميع للفردوس
أو للجحيم؟
كنت سأدعو كل المحاولات التي أصابها اليتم في المدن
لتناول القهوة معي أو قضاء الليل
لو كنت أعلم أين تعيش المحاولات الفاشلة
بعد موت أصحابها المحاربين
أو خلودهم إلى رقةالجدران