وأنا أقرأ عن الانتحار،
في كتاب “الحزن الخبيث”
تسائلت في داخلي:
ما الذي قد يدفع المرء للانتحار؟
وشعرت لوهلة،
أن لا شيء
يستحق أن ننهي حياتنا من أجله.
حياتنا أشبه بالنار،
وليس الموت سوى الماء.
لكنني تذكرت، كل أفكاري القديمة
بقتل نفسي.
باغتني نعاس شديد،
وصرت أتثاءب ملء فمي.
أغلقت الكتاب، وضغطت زر التكييف،
وخرجت من الغرفة، كي أفرش أسناني،
وأتبول، كعادتي قبل أنام.
عندما عدت،
كانت الغرفة باردة جدًا،
وأندسستُ تحت البطانية،
على سريري،
بعد أن أطفئت الأضواء.
حدقت في الظلام طويلاً،
حتى أستطعت الرؤية،
ولسوء الحظ،
رأيته بكامل عتمته،
يحمل في عينيه موتي.
يستلقي بجانبي كل يوم،
فالاكتئاب يخاف الوحدة،
وهذا ما يبرر إفرازي للكميات الهائة
من العرق،
فهو حار جدًا.
أحاول تجاهله،
لكن جروحي تستيقظ
عندما أريد أن أنام،
وهذا ما يجعل وسادتي تكبرُ
يوماً بعد يوم،
فأنا دائمًا ما أسقيها بدموعي.
أتقلب في سريري لساعات،
ثمة ما يحترق بداخلي،
يبدو أنه يعانقني الآن،
الساعات تمضي،
وأنا أحترق .. أحترق،
أتقلب في فراشي بقوة،
لا شيء يطفئ هذه النار،
سوى الماء.
465 دقيقة واحدة