عن السهد الذي يتعقب خطوات النعاس ويختبئ سريعاً تحت وسادتي،
عن كُلِّ أصابع الاتهام المقضومة في فمي،
عن كومة الحطب المعطوب في صدري
ثم أني الرماد
على باب قرية الظلم والنهش
والحصوات التي تقذفك خلسة
من الليل لأنك صديق،
دون سبب آخر سوى أنك صديق.
أضرمتَ بي النار ذات يوم
وجعلت الحياة تنفضني أمام الأعتاب
ليقتص مني الهواءُ والعابرون.
العابرون الذين أعرفهم وتعرفهم
موسومةٌ وجوههم
من تحت أظافر الخبث ينبتون،
خدشوا وجهك ماعدتُ أعرف له طريقًا،
أراك متاهةً،
وأبوابًا مُشرَعةً للخيبات
وظلماً مقروراً في آخر الممر
قصب الخذلان عُنقي،
رأسي يطفو،
و أقدامي في قاع الدُنيا تبحث عن رأس
مصابة بالخطايا،
أنا خطيئةُ الرأس الواحد في حين أن عربات التسوق خاصتهم مليئة بالرؤوس،
إنهم يبتاعون الوجوه وكلماتٍ صدئةٍ وأخرى نتنه،
حاولو إعادة تدويرها لكن الخدعة تنبثق والرائحة تعج،
أعرف كل هذا ولم أفعل
أصبح خطئي أنني أنا،
أنني لم أتبدل، لم أستعر رأس أيٍّ منهم
لأكذب بشراهةٍ وأنافقَ دون سدٍّ ولا عائق عن ذلك،
عليكم أن تعرفوا،
أنا لستُ ملاكًا، لكنني لن أفعل
التلطخ بذات الوحل سيغرمني نفسي
سأعود بدوني.