ليس لي بيت آخر.. أسكن جسدكِ.
تحت جلدكِ.. أريدُ أن أبني في جسدكِ.. بَيتي
كم هي شاهقة قُبلاتكِ.. تَعلو بي، أتيه.. أطيب
ضُمِّيني
أنا متشرِّدٌ.. جسدكِ مَلاذي
جسدكِ ضئيلٌ.. وشاسعٌ شعوري معه
جسدكِ جميلٌ.. جسدكِ لا نهائيّ
ضعتُ في اللانهائي
ظفر خنصركِ.. أوسع من البحر
أين تبحرين بي؟
الليالي تضيق.. أثناء غيابكِ
أتنفسكِ.. أسكر أمامَ صورتكِ
لساني في فمكِ
لسانكِ في فمي
غابة مُظلمة
اختفى الحطَّابون.. اختفت الطيور
ونحن نتوغَّل.
حيثما تكونين.. أوجدُ أنا معكِ
شفتاي.. تتجوَّلان في أذنكِ
كم هي صغيرة ورقيقة
كم استمعت لي.. وطوَّقتني
كيف تتسع.. لكلِّ الموسيقى؟
ألمسُ أصابع قدميكِ.. لكم هو العالم غزير الوجوه في طرقه
اللسان يلمس ما بعد الأصابع
وينطق ما بعد الشعرِ
اسمكِ فقط
مرة ومرة أخرى
وحشتي العميقة، رفقتي
الملاك، والقصيدة
اسمكِ لي
وبأحمر الدّم، أنا
أنا لكِ.
أنتِ لي
لذَّة ما بعد الموت
ما بعد الولادة
ووجود
نهائي وأزلي.
تحت جميع الكلمات
جسدان يتحدان.. وينفصلان
ما لا يحكى
ينمو.. يكبر
جسدكِ يَنفيني
يَحتويني
أستلقي فيكِ
وتنامي فيّ.
كم كانت يداكِ دافئتين.. وصدركِ
كنتِ تقولين بأصابعكِ وَحدها، أحبُّ شعركِ
أظافركِ.. لسانكِ.. يديكِ
وكنتِ دون أن أقول.. أحبُّكِ
كلُّ الأشياءِ تَشي بكِ
دائماً أنتِ
السرير، لفافات التبغ، الشعر
الخمر، الأحلام
جسدكِ يملأ كلّ الفراغ، تمثال في دمي
جسدكِ عَلَّمني
خلال ليالٍ قليلة
كيف خُلِق.. كيف يَنهمر العالم كلّه؟
لم تذهبي إلى بيتكِ.. أنتِ هُنا منذ أيام معي
وليس باستطاعتي لمسكِ
أسمعُ شيئاً ينشرخ
في الزجاج، في النافذة
في سريري
الآن بأنفاسكِ، تَحضرين
عندما نلتقي مرة أخرى
هل سنكون نحن أنفسنا؟
هل سأترك خصركِ هكذا للطريق
والمارَّة
دون أن أحملهُ مَعي.. هذه المرة
ماذا حدث في ذلكَ اليوم.. عندما تركتُ ملاكاً يَركب المقطورة ويبتعد؟
ماذا سأفعل بالنجوم، طالما أنتِ غائبة؟
شهران مضيا دون أن نلتقي
قرن
وتسع ثوان.
*نص: يانيس ريتسوس
*ترجمة: أسماء حسين