أيُّ ضَجرٍ هذا الذي يَجعَلُ رَجُلاً
يبتكرُ مَسْرحًا للعَرَائس
يَربْط الخيوطَ، يُحيك الملابسَ للدُّمى،
وَيخلق الحِوارات المُضحِكةِ فيما بينها
أيُّ وحدةٍ تلكَ التي أحالها إلى حُشود
أيُّ صمتٍ هذا الذي يُمكن أن نُفككه
إلى ملايينِ الكلمات، الشتائم والصراخ..
جئتُ بندمِ من اِقْترَفَ
مَلل من جرَّبَ كُل شيء
يدي مُلطخةٌ بالدِّماء
عيْنَاي مُظلِمتان كقاعِ بِئْر
أفتحهما بشدة،
مثل حَوضِ امرأةٍ حَامل
لن أستسلِمَ للنوم،
ففي داخلي “سامسا”
أخافُ أن أستيقظ فجأةً
وقد تَحولتُ إلى حَشرة.
إلهي؛ خُذ مِنّي المغفرةَ الرتيبَة والهادئة
وامْنَحني العذابَ الصاخِب
خُذ كُل مَا علمتني إيَاه من أسماء
واجعلني أشعرُ بلذة التعرّف من جديد،
خُذ منّي السعادة التي ليست بُرهانًا على شيء
واقذف في قلبي الحزن،
ذلك الدافع إلى إكمال مثل هذه القصيدة
ودعني ليومٍ واحد فقط
أفعلُ ما أشاء
دون أن أفكر بالعاقبة..
من قالَ لكم إن الجَحيم حارٌ
يضجُ بالصُراخِ والعويل
لا بد وأنهُ جاءَ من هذه البلادِ القاحلة
لمسةٌ لزجةٌ لمكانٍ حميمٍ في جلدك
لمسةٌ واحدةٌ تجعلُكَ ترتعش
تنتفضُ كعصفورٍ يحتضر
بَرْد.. بَرْد.. حتى إنك لا تعلم
ما هذا الذي يخرج من فمك الآن
بخارٌ أم روح؟
الجحيم بَاردٌ جدًا.
*نص: فيصل الرحيّل