الحل – عبد الله حمدان الناصر

ليست القرية الحَل
ولا في المدن الحل
الحل في التيه

الحل أن تفوت نصف المواعيد
كي لا يتلوث نصف الهواء النظيف

الحل في الطلقة لا الطلقات

الحل أن يمّحي المقبض
وتسقط أسنان المفاتيح

الحل في رقبة الضبع التي تعجز عن الالتفات

الحل أن لا تُفتح الرسائل ولا المعلبات

الحل أن تكون الوفاة طبيعية،
كي لا نقلق أقسام الطواريء
ونأخذ الأطباء من زوجاتهم
نصف الجميلات
في منتصف الليل

الحل في عدم النوم
حتى لا ننجب المزيد من الأولاد الذين سيبحثون أيضاً عن حل

الحل
في حرق كل براميل النفط حتى آخر مصباحٍ في الشارع،
وفي غرف النوم
كي يفلس الأمراء
ومفسرو الأحلام
وكل المستفيدين من العتمة والنوم

الحل
أن تُخفى كل أرقام المخارج
واللوحات الإرشادية
وكاميرات المراقبة
وأكتاف الطريق

الحل ألا يسمح إلا بالسير إلى الأمام

الحل أن تتركنا الملائكة في حالنا
والشياطين

الحل في الورقة البيضاء لا الحبر
الحل في الجناح لا السماء
الحل في المشي لا الحذاء
الحل في الرقصة لا المرآة
الحل في الأمهات يخبزن لا في الخبز تخبزه الأمهات
الحل في تحميص القهوة لا في القهوة المحمصة
الحل في ابتسامة النادل لا الأقداح
الحل في إشعال السيجارة لا السيجارة
الحل في النسمة لا العطر
الحل في الضرع لا زجاجة الحليب
الحل في الشرفة لا الفتاة على الشرفة
الحل في القبو لا النبيذ
الحل في السجدة لا المعبد
الحل في القوقعة لا البحر
الحل في البئر لا القصر
الحل في الذين لن يدخلوا الباب ولن نعرف أسماءهم على الإطلاق
الحل في الصهيل لا في خط النهاية
الحل في الرعي لا في العشب
في ليونة الصحراء لا النهد

الحل في أن تكشط الرقم في راحة يدك
وتلد نفسك
في فلاة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى