المسافةُ تتسع بين جسدينا (مختارات) – جيلان صلاح

أشخاص:
بلدان:
فنانون:

يا (…) أنا الآن وحيدة

بين ثنايا الكلام أتوه

أفقد اتصالي بالعالم

أجد أنني أفهم نفسي فقط إذ أفهمكَ

أنا الآن في تلك المرحلة التي لا أعرف نفسي فيها

هل كان المفترض أن أحقق فيها

ما لم أحقق

على فراش الوجودية

في ميناء الحرمان

أسفل المرحاض

في قاع الحوض بعد انسداده

على ظهر كتاب أكرهه

الكتابة عن الأفلام أسهل من الكتابة عنكَ

الكتابة إليكَ أسهل من الكتابة عن فيلم

ما السبيل؟ لا أعرف

فقط طاقة مُهدرة

كثير من زجاجات الجين

وحدة ليلية ومساحات فارغة كان الكلام يملؤها

والآن يسودها الصمت

لغة تعجيزية

اصطياد مصطلحات بيننا

المسافة تتسع بين جسدينا

أنتظر أن تضمني في الفراش

أن أضمك وأجد نفسي فيك وسط أحزاني

هذا المد والجزر

كتابات الحياة والموت

رقصة الضوء ورعشة الحب

تموت مع كل بئر يحفره هجرك

جفاء على جفاء

متساويان في الحب كنا

متنافران في النكران. 


في هويد الليل أحرم نفسي من قبلاتكَ

الموت أهون من عدم الرجوع إليكَ

قطعة الشيكولاتة التي تلفظها شفتاي

بحجة الهروب من السكر

الامتناع عن الطعام الدسم

نتائج التحاليل التي أخشاها

أقف كل ليلة عند عتبة الخوف والنسيان

يجذبني جسدكَ وروحكَ

عينا طفل تتطلعان إلى أمه في الظلام

رقصة الظل على جسد لامع

حضن بحجم كوكب المريخ

أجساد سماوية تتراقص في عينين لامعتين

هذه الحكاية ستنتهي قبل أن تبدأ

بناية تتهدم على عتبة كل قرار خاطئ اتخذناه

فتاة حالمة في جسد كبير

تتوه في المدينة الواسعة

بحذاء ضخم لا يتعدَ إصبعين.


آثار أسنانكَ على جلدي

حبيبي

لن أستطيع إلا أن أكون أنا

ما يزعجكَ سيبقى

ما يقلق نومكَ سيبقى

أنت رجلٌ طيب

تخرج في الصباح

لتبحث عن جذوع الأشجار

تضربها بفأسكَ

تعود لنا ليلاً لتسمع آخر ما واجهت

في حروبي الصغيرة

دهاليز الشركات

مواعيد الانتظار

دقيقة عند طبيب الأسنان

عملية دقيقة عند طبيبة الجلدية

تركت وجنتي متورمة وحلقي جاف

لن تسمع لأنكَ لستَ هنا

وأنا أفضّل أن تكون فظاً خبيثاً

لم أعتد التعامل مع الطيبين

الحطابين والنجارين وأبناء الحرفة

أولئك الذين لا يفهمون من الدنيا سوى معولهم وفأسهم

الحياة ليست حلبة مصارعة

ربما بالنسبة لكَ

وليس بالنسبة لي.


*نصوص: جيلان صلاح

زر الذهاب إلى الأعلى