الموتُ يثرثرُ في الزوايا (مختارات) – عباس بيضون

أشخاص:
بلدان:

لا أجسر

أدخلُ تحت جلدكِ

تكونين لي جسراً ولا

أجرؤ. لا أقطع

ورقة توت وأنا عار

دون أن أختفي. لا أعبر

عن ركبتيكِ دون أن

تطير نفسي


أترك نهدكِ حُرّاً أكثر

من ذي قبل. أترك

إجاصتكِ كاملة. لم أسمع

شيئاً في شعركِ لم تسمعي

شيئاً في قلبي.

كم ساعة مضت ونحن نائمان،

كم ليلة ولا أجسر، وأقول

أقطع هذه الدمعة بغصن

عارٍ

ولا أنجو.


سباحة الضفاف

بعينين عاليتين لا نتعب

من الصحو. لكنكَ لستَ

في سلامٍ هنا. سباحة

الضفاف غير مأمونة، والوحشة

تكسح الشاطئ القريب . قد يكون

الرعب قديماً خلف الأهداب، وأنتَ

تربي وسواساً من

سقطة لسان معدومة ولا تدري

ما يحبل به شق صغير.

بعينين تامتين لا

قد يكون خلاص.

هذا ساتان الوحدة. قد

تكون الشهوة في الإبهام وقد

يكون القدر حين تنعقد

اليدان والحاجبان على خطٍ

واحد. قد يكون الموت

نفسه هو الذي يثرثر

في الزوايا.


الجسد بلا معلّم

الجسد بلا معلم وطالما

عومل كأنشوطة. إذ كان

عليه أن يكون دائماً جاهزاً وأن

يجري سَنّه باستمرار وأن يركض

بمجرد أن يتلقى دفعة.

هل نأسف لأنه ينطفىء الآن من حاله.

أيتها الحكيمة ذات الحاجبين المقوسين للشمس.

أيتها الجميلة التي قوس عينها

شعارٌ منزليّ

لكنه ثابت وأمين وليس

بالتأكيد لعبة كما

يحصل للكلمات عندما تفشل

في أن تتحد.

إذ الإنسان العاري لم يربح أبداً

في صراعه مع الأقواس ومع

الشمس مذ خرج مطأطئاً من الشرق.

الرحلة التي انتهت بالخذلان، ومن

رجل وامرأة لم نستطع أن

نصنع قوساً. ما من

عبارة غدت بالفعل شيئاً

واحداً. إذ نفضل

غالباً مفردة لا تنقسم، لكن

الحب يتعذب لأجل ذلك، والرغبة

التي لا تلاقي جسداً ولا تعرف

سوى مخيلة السهم

المرتد والضلع المخلوع.


*نص: عباس بيضون

*من ديوان: الجسد بلا مُعلّم

زر الذهاب إلى الأعلى