أحبُّكَ كلَّما نبتَ لي قلبٌ جديد – تهاني فجر

أشخاص:
بلدان:

خيبة

أعودُ..؛

بكدمةٍ زرقاءَ تؤلمُ

في القلبِ

بقبلٍ شاحبةٍ في الجيب

برغبةٍ مهترئةٍ

تمسحُ جِلدَها اللَّزِج

بين ساقيَّ، وتَنتفض

كيف لم أنتبه

أن رأسي أغنيةٌ

وصوتكَ أصابعُ

أنَّ جسدي نهرٌ

وفمَكَ سمكةٌ؟!

***

قُبلة

لو أنَّك قبلّتني قبل خروجكَ

لما عبرتْ كل هذه الطائرات

فوقَ رؤوسنا

لو أنَّك لم تترك «فيروز»

على الشُّرفة

لم تستدل تلكَ القذيفة

على بيتنا

لو أنَّك نسيت رغبتكَ

على الطاولة ذلك المساء

لما ركلتِ الحربُ

خاصرتي النيئةَ.


***

حراشف

لديَّ عشرُ قبلاتٍ منك

أفكر أن أضعها في حوض أسماك

وأتركها تسبح بحراشفَ حادّةٍ

تجرحُ قلبي


***


سمكة

كلُّهم يبحثون عنّي…؛

القدم المبتورة التي تحاول الفرار..؛

طقم الأسنان الذي يعضُّ على جُثة

الهواء الرطب الذي يجف بملابسي الملقاة على ضفة نهر؛

النهر الذي ابتلعته أنتَ وأخرجته أنا من فمي

الأسماك الصغيرة الملوّنة النافقة من جيوبي الأنفية

ضوء النيون نصف المحترق

الشجرة التي تشبه فكرتنا التي علقناها على باب الجنة

قُبلتكَ التي وقعتْ في منتصفها ذبابة، ولم تكملها

الذبابة التي دهستها دبابة في ساعة متأخرة

ليلة البارحة

الضفادع التي تلتقط أفكاري المُتطايرة بخفة

كلُّهم يقتفون أثر غيابي..؛

وأنا..؛

مثل سمكة ملساء

أنزلق تحت جسدكَ

كلُّهم يريدون التلصص علينا..؛

ونحن نضع قُبَلنا في حوض الأسماك

الصغير

ونحن نعبِّئ لُهاثنا المحموم

في بالونات الهيليوم

ونُطلقها في السقف

ونحن ندسُّ تأوهاتنا بين الأقراص المُدمجة

كي لا يلاحظَها أحدٌ

وأنت تبلغ بُحَّتي وتُخبِّئنُي

بين فخذيكَ

عاريةً

حتى لا يظهرَ طرف فُستاني

إن دخل علينا أحد.


***

بطرق مبتكرة

سأنساكَ

بطرق مختلفة

كأن أربط في نهاية قلبي

خيط طائرة ورقية

ثم أفلتهُ في الهواء

ليطير عالياً

وأعودُ إلى البيت

أو أغمّسه

في حوض كبير مملوء بسائلٍ مُذیبٍ

يدعى الندم

أو

أتركه في المطبخ

أفتح أنبوب الغاز

وأنتظر الرائحة

لتحك أُذن السعادة

المقلوبة على ظهرها الآن

كحشرةٍ مُسنّة

لتعضَّ على أنف

ذاكرة بين فخذيّ

لتخنق اللقطات الكثيرة

التي التقطناها يوماً

لأغنية -الحبُّ كلّه-

وتسقط كلُّ المرات

التي عشناها معاً

من يدي

هكذا يا حبيبي

هكذا سأنساك

بطرق مبتكرة

أنا التي كلَّما

نَبَت لي قلبٌ جديدٌ

أحبَّكَ!


***

محاولة أخيرة

التقط لي صوراً كثيرة

يا حبيبي

وأنا أقفُ بجانب

احتمالات كثيرة

كان يمكن أن نعيشها معاً

انظر..

كم أبدو جميلةً هُنا

وأنا أحمل آخر محاولة

لإعادة ما بيننا




*نص: تهاني فجر
*من ديوان: صورة شخصية للحب

زر الذهاب إلى الأعلى