ترجمة: أحمد عثمان
من كل أدوات الإنسان، يعد الكتاب الأكثر إثارة للدهشة دون أدنى شك. الأدوات الأخرى امتداداتُ جسمه. الميكروسكوب والتليسكوب امتدادا رؤيته، والهاتفُ امتدادُ صوته.. أيضاً، المحراث والسيف امتدادا ذراعه. غير أن الكتاب شيء آخر: الكتاب امتداد الذاكرة والمخيلة.
في مسرحية: ((قيصر وكليوباترا)) لبرنارد شو، فيما يختص بالإسكندرية، قال إنها ذاكرة الإنسانية. هي ذي ماهية الكتاب وأيضاً شيء آخر: مخيلته.
ألأن ماضينا شيء آخر غير تتمة الأحلام؟ أي اختلاف من الممكن حدوثه من استدعاء الأحلام واستدعاء الماضي؟ والوظيفة هي التي تستوفي الكتاب. فكرت يوماً أن أكتب تاريخ الكتاب. ليس من وجهة فيزيقية. لا تثيرني الوجهة الفيزيقية للكتاب (على الأخص، لا تحسب كتب هواة جمع الكتب النادرة الذين، اعتيادياً، لا حد لهم) وإنما الطرائق المختلفة التي تلاحظ الكتاب. تقدمت بواسطة شبنجلر، في كتابه: ((انحطاط الغرب)) الذي يحتوي على صفحات رائعة حول الكتاب، وبإضافة ملاحظات شخصية، أفكر فيما حفظته عن شبنجلر. لا يمتلك الأقدمون ولعنا الشديد بالكتاب – وهذا ما يدهشني.. لقد رأوا فيه بديلاً عن الكلام.
هذه الجملة ندونها دائماً:
((VERBA VOLANT, SCRIPTA MANET))..
لا تعنى أن الكلام عابر، وإنما الكلمة المكتوبة شيء من الخلود والموت. على العكس، الكلام شيء مجنح، خفيف، ((مجنح وسامٍ))، كما قال أفلاطون. بكل شجاعة، قدم جميع أساتذة العالم تعليماً شفاهياً.
لنأخذ أول حالة: فيثاغورت. نعرف أنه اختار متعمداً ألا يكتب، لئلا يكون مرتبطاً بالكلمة المكتوبة. استشعر ((الحرف الميت والروح النشطة))، كما أشار الكتاب المقدس بعد ذاك. رغب أن يستشعره وألا يكون مرتبطاً بالكلمة المكتوبة.. ولذا لم يتكلم أرسطو قط عن فيثاغورث وإنما عن الفيثاغورثيين. مثلاً، قال لنا إن الفيثاغورثيين نادوا بالاعتقاد، دوغما الأبدية التي اكتشفها نيتشه بعد ذاك بزمن طويل. أي فكرة الزمن الدائري، التي دحضها سان أوغسطين في ((مدينة الرب)). قال سان أوغسطين، مستعملاً استعارة رائعة، إن محنة المسيح تنقذنا من متاهة الرواقيين الدائرية. لقد عالج هيوم وبلانكي وغيرهما فكرة الزمن الدائري بطريقة سطحية. طوعاً، كف فيثاغورث عن الكتابة، أراد أن يعيش فكرة، ما وراء موته الجسدي، في روح تلاميذه. بحيث إن التعبير، وأنا لا أعرف اليونانية، أقوله باللاتينية:
MAGISTER DIXIT: ((قال المعلم)).
هذا لا يعني أنه من المفروض التمسك بما قاله المعلم، وإنما نؤكد أيضاً أننا أحرار بتطوير الفكر البدائي للمعلم. لا نعرف إذا كان فيثاغورث ابتكر عقيدة الزمن الدائري، ولكننا نعلم بالمقابل أن تلاميذه علموها. مات فيثاغورث جسدياً لكنهم – بضرب من التناسخ الذي يطيب له – استمروا في التفكير وإعادة التفكير في فكره، وحينما نقول جديداً لهم، يعتصمون بهذه المقولة: ((قال المعلم)). غير أننا نملك أمثلة أخرى.
هناك النموذج الأكبر لأفلاطون حينما قال إن الكتب كالرسوم (ربما كان يفكر في اللوحات والتماثيل)، نعتقد أنها حية، ولكن عند ما نسائلها لا تجيب. إذاً لكي يخفي هذا الصمت، صمت الكتب، ابتكر المحاورة الأفلاطونية. أي أنه ينشطر إلى أكثر من شخصية: سقراط، جورجياس وغيرهما. أيضاً، نستطيع أن نفكر في كون أفلاطون يود أن يتأسى من موت سقراط متخيلاً أنه يحيا ثانية. أمام أي مشكلة، قال في نفسه: كيف كان سقراط يفكر أمامها؟ إذاً، كان نوعاً من خلود سقراط، الذي لم يترك شيئاً إلا ودونه، وكذا المعلم الشفاهي.
من المسيح عرفنا أنه كتب، ذات مرة، كلمات تعهد الرمل بمحوها. لم يكتب أي شيء آخر، كما نعلم. بوذا هو الآخر معلم شفهي، ترك لنا ثمة وصايا. هناك جملة لسان آنسليم: ((وضع كتاب بين يدي جاهل مثل وضع سيف بين يدي طفل)). هو ذا الرأي الذي نمتلكه عن الكتب. في الشرق كله توجد فكرة أن كتاباً لا يمتلك، كرسالة، إمكانية الكشف عن الأشياء، إنه كتاب، ببساطة، يجب أن يساعدنا على كشفها. رغم جهلي بالعبرية، درست نوعاً ما ((القابال)) وقرأت الترجمتين الإنجليزية والألمانية للـ ((زوهار)) (كتاب الإشراق)) و((سفر يا سراح)) (كتاب العلاقات). أعرف أن هذين الكتابين لم يكتبا لكي يفهما وإنما لكي يفسراً، إذ يجب أن يحثا القارئ على متابعة الفكر.
لا يمتلك العصر القديم نفس احترامنا للكتاب، حتى إذا عرفنا أن الاسكندر الأكبر كان يضع تحت وسادته ((الإلياذة)) وسيفه، سلاحيه. كان هوميروس محترماً للغاية، إلا أننا لا نعدُّه كاتباً مقدساً بالمعنى الذي نعطيه اليوم لهذه الكلمة. لا نفكر في كون ((الإلياذة)) و((الأوديسا)) نصين مقدسين. إنهما كتابان محترمان، ومن الممكن أن يكونا صراعيين.
أقصى أفلاطون الشعراء من ((جمهوريته)) دون اتهام بالهرطقة.
إلى جانب هذه الشهادات للقدماء ضد الكتاب، نستطيع أن نضيف شهادة لافتة للنظر لسينكا: بين خطاباته الرائعة المرسلة إلى لوسلوس، هناك رسالة موجهة ضد المغتر الذي يدعي امتلاكه مكتبة من مائة مخطوط، ومن – يتساءل سينكا – يستطيع أن يجد وقتاً لقراءة مائة مخطوط؟ الآن، على العكس، نقدر المكتبات العامرة.
إذاً، للعصر القديم موقف إزاء الكتاب فهمناه سيئاً، لا يشبه تقديرنا للكتاب. دائماً، نرى فيه مادة بديلة للكلام لكن يتأتى مفهوم جديد من الشرق: مفهوم الكتاب المقدس. هناك أمثلة جديد: الإنجيل، أو – مادياً – التوراة أو أسفار موسى الخمسة: يأخذون بعين الاعتبار أن هذه الكتب أوحى الله تعالى بها. هو ذا حدث لافت للنظر: ننسب كتباً لمختلف الكتَّاب ومختلف العصور إلى إله واحد، ولكن في الإنجيل نفسه ألا يقال أن الرب ينبس متى شاء؟ للعبرانيين فكرة تجميع نتاجات أدبية شتى من مختلف العصور وإبداع كتاب واحد تحت عنوان التوراة (الكتاب المقدس باليونانية).
الكتاب، بقول آخر، يجب أن يرحل إلى ما وراء قصد مؤلفه. قصد المؤلف شيء إنساني فقير، قابل للخطأ، لكن في الكتاب يجب أن يكون هناك المزيد.
((دون كيخوته))، مثلاً، ليست سوى نقداً لاذعاً لروايات الفروسية. إنه مطلق لاشيء فيه، لاشيء فيه إطلاقاً ينتمي للمصادفة. نفكر في نتائج هذه الفكرة. مثلاً إذ قلت: ((مياه جارية، نقية، بلورية/ أشجار تنظرون إليها بإعجاب/ براري خضراء، بالظلام الندية تكتسي)).. من الواضح أن هذه الأبيات الشعرية الثلاثة، يتضمن كل واحد منها أحد عشر مقطعاً لفظياً. هذا ما أراده الكاتب، إنه اختيار مقصود. لكن أي مقارنة مع النتاج الذي أوحى الله به، مقارنة بالقداسة التي تتنازل عن الأدب. في هذا الكتاب، لاشيء عرضياً، كل شيء حتى اختيار الأحرف يجب أن يتحصل على حجة وجوه. مثلاً، نفهم أن فاتحة الكتاب المقدس:
BERE#### BRAELOHIM تبدأ أبحرف (B)
إذ إنه يتطابق مع ((بارك)) (BENIR).
يتعلق الأمر بكتاب ليس فيه شيء عرضي، لاشيء عرضياً على الإطلاق. هذا يقودنا إلى ((القابال))، إلى دراسة الآداب، إلى كتاب مقدس، أي عكس ما فكر فيه القدماء. هؤلاء فكروا في ربة الشعر، بطريقة شبه رحبة.
((غني، أيا ربة الشعر، غضب أخيل))، هكذا كتب هوميروس في بداية: ((الإلياذة)). هنا، مثلت ربة الشعر الإلهام. عوضاً عن ذلك، إذا فكرنا في الروح نفكر في المحسوس والقوى: الله. الله الذي خلق الكتاب، وفي هذا الكتاب لاشيء عرضياً: لا عدد الأحرف ولا كم المقاطع اللفظية في كل آية. لقد درسوا كل هذا. تتمثل الفكر الثانية، أكررها، في كونه نتاجاً إلهياً. دون شك، هذه الفكرة قريبة من الفكرة التي أطلقناها اليوم على الكتاب مثل الفكرة التي أطلقها القدماء الذين عدوه مادة بديلة عن الكلام. هذا الرأي يضعف بالتالي ودلت آراء أخرى محله. نعتقد، مثلاً، أن كل بلد يتماهي مع كتاب.
لنتذكر أن المسلمين يطلقون على اليهود ((أهل كتاب))، لنتذكر هذه الجملة لهنري هاينه بشأن هذا القوم حيث الوطن كتاب: ((الكتاب المقدس، اليهود)). هكذا تتبدى هذه الفكرة الجديدة حسبما ترى أن كل بلد يجب أن يتمثل بكتاب، على أي حال بكاتب، يستطيع أن يبدع أعمالاً عدة . بغرابة – ولا أعتقد أنهم لا حظوا هذا الفعل حتى الوقت الحاضر – اختارت البلاد الأفراد الذين لا يشبهونها كثيراً.
مثلاً، نفكر في أن إنجلترا اختارت صمويل بيكيت كممثل عنها، لكن لا، إنجلترا اختارت شكسبير، وشكسبير – كما نستطيع القول – أقل إنجليزية من الكتاب الإنجليز. النمطي في إنجلترا (UNDERSTATEMENT)، أي قول أقل مما نود قوله. على العكس، نزع إلى المبالغة في الاستعارة، وهذا لا يدهشنا سواء كان إيطالياً أو يهودياً، مثلاً. ألمانيا، هذا البلد الرائع، المتعصب نوعاً ما، اختارت بدقة إنساناً متسامحاً، غير متزمت ولا يبالي بمفهوم الوطن: اختارت جوته. ألمانيا ممثلة من قبل جوته. في فرنسا، لم يختاوا كاتباً وإنما مالوا إلى هوجو. لديَّ، بطبيعة الحال، إعجاب كبير بهوجو غير أنه ليس فرنسياً نمطياً. هوجو غريب عن فرنسا بزخارفه العظيمة واستعاراته الضخمة، إنه ليس ممثلاً لفرنسا. حالة أسبانيا أكثر غرابة، من الممكن أن يمثلها لوب دي فيجا، كالديرون، كيبيدو .لا! أسبانيا ممثلة بميجيل دي سربا نتيث معاصرة لمحكمة التفتيش غير أنه متسامح لا يمتلك صفات وعيوب الأسبان. يتبدى أن كل بلد يرى تمثله عبر أحد ما يختلف عنه، عبر أحد من الممكن أن يكوِّن ضرباً من العلاج، نوعاً من الترياق، واقياً من أمراضه. نحن الأرجنتينيون، اخترنا ((الماكوندر)) لسارمينتو، كتابنا، لكن بالتأكيد، يستحق أن يكون مختاراً ككاتب، لكن كيف نفكر في كون تاريخنا من الممكن تمثيله عبر هارب من معركة الصحراء؟ كتب كثير من الكتاب، بطريقة لامعة نوعاً ما، عن الكتاب الذي أود أن أذكره.
أبدأ بمونتاني الذي كرس أحد مقالاته عن الكتاب. في هذا المقال، هناك جملة جديرة بالذكر: ((لا تفعل شيئاً بدون بهجة)). فهم مونتاني أن مفهوم القراءة الإجبارية خاطئ. قال إنه إذا قابل فقرة صعبة في كتاب، تركه لأنه يعتقد أن القراءة صورة من صور البهجة. إذا قرأنا موضوعاً صعباً، فإن الكاتب حاد عن هدفه، لذا أعتقد أن كاتباً كجويس، جوهرياً، حاد عن هدفه لأن نتاجه يقتضي بذل الجهد. من المفروض ألا يقتضي الكتاب بذل الجهد، إذ لا تستلزم السعادة بذل الجهد. أرى أن مونتاني لديه الحق في هذا الشأن. ثم أنشأ يحصي الكتَّاب الذين أثاروا إعجابه. ذكر فرجيل أنه يفضل قصائد ((الإليادة))، أنا أفضل ((الإليادة))، غير أن السؤال ليس مطروحاً هنا. تكلم مونتاني عن الكتب بهوى، لكنه قال إن الكتب إذا كانت بهجة، فإنها مع ذلك لذة فاترة. قال امرسون العكس – بالنسبة له، يستلزم الأمر دراسة كبيرة حول الكتب. في محاضرته، قال امرسون إن المكتبة ضرب من الغرفة السحرية. في هذه الغرفة، كانت الأرواح الفضلى للإنسانية مغتبطة، إلا أنها كانت تنتظر كلامنا كي تخرج عن صمتها يجب أن نفتح الكتاب، وحينئذ تستيقظ هذه الأرواح. قال إننا نستطيع الاعتماد على صحبة الفضلاء الذين أنجبتهم الإنسانية، غير أننا لا نبحث عنهم ونحن نفضل قراءة الفقرات، النقد، عن الذهاب إليهم.
كنت أستاذاً جامعياً للأدب الإنجليزي في كلية الفلسفة والآداب بجامعة بوينس آيرس، ودائماً كنت أقول لطلابي بضرورة أن يمتلكوا مكتبة محدودة، ألا يقرأوا المقالات النقدية، أن يقرأوا الكتاب مباشرة، ربما لم يفهموا إلا اليسير مما كنت أقوله، لكنهم تحصلوا على لذة سماع صوت أحد ما. أقول إن أهم شيء لدى الكاتب رنة صوته، أهم شيء في الكتاب صوت الكاتب، هذا الصوت الذي يتأتى إلينا. كرست فترة من حياتي للأدب، وأعتقد أن القراءة صورة البهجة، صورة أخرى، صغرى للبهجة والإبداع الشعري، أو ما نسميه إبداعاً ذلك الذي يمزج النسيان والذكرى لما قرأناه. يتقابل امرسون ومونتاني حينما قال الأول بضرورة أن نقرأ ما يعجبنا، فالكتاب يجب أن يكون صورة البهجة. ندين بالكثير للأدب بالعري، حاولت أن أعيد القراءة عن القراءة، أعتقد أن إعادة القراءة أهم بكثير من القراءة، فقط تستلزم إعادة القراءة القراءة. لدي هذا الإجلال للكتاب. من الممكن أن أقوله بطريقة مؤثرة نوعاً ما ولا أريد أن يكون نصيبي.
أو وأن يكون سراً أهمسه لكل واحد منكم، ليس لكلكم وإنما لكل واحد منكم، إذ إن ((الكل)) تجريد، ((وكل واحد منكم)) حقيقة.
أتابع ادعائي بعدم كوني ضريراً، أستمر في شراء الكتب، وأملأ مسكني بها. في يوم، أهدوني نسخة من ((انسكلو بيديا بروكهوس))، طبعة 1966. شعرت بوجود هذا النتاج في مسكني، شعرت به كضرب من البهجة. قربي، عشرون جزءاً بالأحرف القوطية التي لا أعرف قراءتها، بلوحات ونقوش لا أستطيع أن أراها، لكن مع ذلك العمل حاضر هنا. أشعر باجتذابه الحميمي. أعتقد أن الكتاب بهجة ممكنة للإنسان. يتحدثون عن اختفاء الكتاب، أعتقد باستحالته.
أي اختلاف، قالوا لي، قائم بين الكتاب والصحيفة والشريط؟ الاختلاف يتمثل في أن الصحيفة مقروءة لأجل النسيان، الشريط مسموع لأجل النسيان، هذا شيء آلي ومن ثم تافه. نقرأ الكتاب لكي نتذكره.
مفهوم ((الكتاب المقدس))، الذي يتعلق بالقرآن، الإنجيل أو الفيدا)) –يقال أيضاً إن ((الفيدا = كتاب من كتب الهندوس الدينية الأربعة )) (خلقت العالم) – ، متجاوز، لكنه يحتفظ بشيء من القداسة التي نسعى إلى حمايتها. يجعل الكتاب وفتحه الحدث الجمالي ممكناً.
ما الكلمات النائمة في الكتاب؟ ما هذه الرموز الميتة؟ مكعب ضئيل من الورق المقوى والجلد، وأوراق، لكن إذا قرأناه يحدث شيء غريب، أعتقد أنه يتغير في كل مرة. قال هيراقليطس (كررتها مراراً وتكراراً) إننا لا نستحم مرتين في النهر نفسه. لا نستحم أبداً في النهر نفسه لأن مياهه تتغير، لكن الأكثر فظاعة أننا لسنا سائلين كما النهر. في كل مرة نقرأ كتاباً يتغير الكتاب، الدلالة الإضافية للكلمات غير السابقة. فضلاً عن ذلك، الكتب محملة بالماضي. أعيب على النقد، وسأعدل عن كلامي (لكن ماذا يهم عندما أعدل عن كلامي). هاملت ليس بالضبط هاملت الذي تصوره شكسبير في بدايات القرن السابع عشر. إنه هاملت كولريدج، جوته وبرادلي، لقد خلق من جديد، ودون كيخوته أيضاً، جرى له الأمر نفسه مع لوجونيز ومارتينيز استرادا، إنما لم يحدث هذا مع مارتن فبيرو. القراء، تدريجياً، أثروا الكتاب. حينما نقرأ نتاجاً قديماً، كأننا نجوب طوال الوقت الذي يمضي بين اللحظة التي كتب فيها واللحظة التي نعيشها. لذا يليق أن نحتفظ بإجلال بالكتاب. من الممكن أن يكون مليئاً بالتصويبات. نستطيع أن نختلف مع آراء كاتبه، ومع ذلك، يخلف شيئاً مقدساً، شيئاً إلهياً، لا لكي نوقره بتطير لكن، بالحري، برغبة أن نستمد منه السعادة، وكذا الحكمة.
هام
لدى كتب قديمة من عام 1579 منها اناجيل باللغى العربية ولغة أخرى وكتب سحر يرجع ايضا تاريخها الى نفس التاريخ وهم للبيع وهى مكتوبة بالريشة ومنها ما هو مكتوب باللغة السريانيةوعلى سبيل المثال
كتاب الدرج ليوحنا 1579
كتاب للقس بطرس وآخرين