ثمَّة امرأةٌ من عشبٍ
نائمة في الظلال
ومن عينيها يطيرُ البومُ الشَّاردُ
هل المطرُ – دائماً –
مملكةٌ للوحيدين؟
هذا الصمتُ وحده يفتقدُها
الماءُ يَجري
ويشربُ ابتسامتَها.
***
ثِقلكِ
هو بقيّة الحبِّ الوحيدةِ
جمرٌ مُشتعلٌ
وسطَ الليل
سعارٌ
لوثةٌ
تَبخّرٌ للحَوَاس.
***
أريدُ فتحَ النوافذ
أباعدُ ركبتيكِ
ولتُحرقنا الشمسُ
ولتنهدم القِلاع
ولتَنَم العصافير
***
الجنةُ
هذان الساقان
اخلعي الظلَّ
كي أراكِ عاريةً
يومضُ تويجُ وردتكِ
يلتهبُ بالمداعبةِ
انزعي هذا “البلومير” من الحلمِ
أريدُ النزول إلى الورقةِ العَذراء
لماذا تَرتجفين
وأنا لم ألمسكِ بعد؟
***
ألمسكِ الآن
كي أشعلَ الليل
الآن أمرّرُ اللسانَ
على عقدِ جذوعكِ
سأمزّقُ قريباً تقاويم
من حياتكِ
وسأحتفلُ ببدايةِ هذا الطقس الشَّعائريّ.
***
أنتظركِ هناكَ
خلف الغيوم
حيثُ تموت العصافير.
***
الجلدُ هو الطريق الذي يقودنا
متأبطيْن ذراعينا إلى الحبِّ
دَعيني أكونُ مكان رقَّتِكِ،
الرَّصاصة التي تَخترق دفء أحشائكِ
بَلدي هو هذا الجسد الدافئ الذي أَلمِسه.
***
مأتمٌ الجن
غاباتٌ ظليلةٌ تقودُ إلى بَيتي
هناك أَمشي في ليلةِ سهرٍ
مع شعراء من جَميع الأجيال
والت وايتمان بلحيتهِ البَيضاء
يلمسُ يَنابيع تَخيّلاتي
بينما آلان غينسبرغ
يساعدنا في جمعِ العُلب الفَارِغَة من الطّريق
ويطفئ الحرائق المتوهّجة لقوسِ قُزح
***
نَمضي جَميعاً مُسرعين
إلى مأتمِ الجن
وليم بليك يَنتظرنا تحت شجرةٍ
حافلة بالملائكة
أجنحتها الساطعة
تلتمعُ بين الغصون فجأة
بقفزاتٍ خفيفةٍ جداً
یتواری عفریتٌ
اسمه جيلندو کاساسولا
يلاحقُ بورخيس
کافافيس
إيليوت
عمر الخيام
وخافيير ألكسندر روا
على ضفَّة النهر يَستريح ـ في ظلِّ جِسر –
***
أرسطو وبلوتينو
أفلاطون يلعبُ بين العشبِ مع مُراهق
طيرٌ يَعبر مُعترضاً بالغناء
في النهاية التقينا جميعاً
في بيتِ الكَلمةِ
وتكلّمنا لغةً واحدةً
مُجتمعین
قرَّرنا نَزعَ الثياب عَنَّا
والمَضي بالمسيرِ أحراراً
عبر الأوراق الجَّافة
والحِجَارة العَارية
تحترقُ الأشياءُ بنظراتنا
دخلنا في دغلٍ
بين الحيوانات البريَّة
في الخلفِ بقيَ المُلوك
والرجالُ الأغنياء
بالكنوزِ السِّحرية
إلى الخلفِ بَقي
فيرلين
عزرا باوند
بودلير – بين أزهار الشر –
في الخلفِ بَقيت الأجيال المُدمنة
على الفَوضى وعلى ما هو عابرٌ
رابندرانات طاغور ينشد الابتهالات
حين تَأتي الشمس
من الأعلى
من الأكثر علواً
نرى بزوغ روعةِ النَّهار
وَصلنا ـ احذر ـ شاعر بلا اسمٍ
المأتمُ معرضٌ للفاكهة
رقصٌ
وأنوار
حديقة بَهيَّة
تختلجُ
وأنا أنهار
وكأنَّني أموتُ
وأولدُ في وقتٍ واحدٍ.
تتألمين الآن
بالنارِ المُتأجّجة في جَسدي
وتملئين شَفتيكِ بالرَّمل
سأجعلُ
عصافير بطنكِ الشَّرِسة
أكثر ليناً.
***
في مركزِ الفَراغ
يرقصُ جَسَدي
مثلُ عُصفور مُبلل الجَناحين.
أحتفي بهذه المُتعة
هذا الطقسُ الطَّافح بعَربدتكِ الحَيوانية
وأشعرُ بطعمِ المَاء
لجلدكِ
نَتَنفسُ من الدَّاخل.
***
تمطرُ
بينما قَطيعي الحَيواني
يستريحُ
في التواءِ فَخذيكِ
أين أُخفي
كلِّ هذه الرَّقة؟
*:نص: خافيير ألكسندر روا
*ترجمة: عبدو زغبور