ليليَّة التلمُّس: مُتلمِّساً أبواب الجنة – إلياس ناندينو – ترجمة: تحسين الخطيب

ليليَّة التلمُّس

في العتمةِ، مُمَدّديْن

في السرير ذاته،

نحن جمراتٌ وقَّادةٌ

مستيقظيْن على اتّساعِ يَقظتنا، سهرانيْنِ

لنبضِ احتراقها.


مثارًا، أُغامرُ

بيدي على طولِ جسدكِ:

أطوفُ فأجدُ

بطاحًا ومُنحدراتٍ،

تظهرُ الحلمتان

وتلّتانِ مستديرتانِ

يفصلهما

جرفٌ

مفضياً إلى وادٍ

بينهما.


متلمّساً

في الأعماقِ ألمسُ

شعرًا أزغبَ ناعمًا

كأنَّه الحلم أو يكاد..

كأنَّه يَقودني

إلى أبوابِ الجنَّة.

النَّهب يتواصل

ثمَّ،

صاعدًا فهابطًا، وهابطًا فصاعدًا،

أجدُ شيئاً

خجولًا وماكرًا.

يا لحسنِ طَالعي

أنِّي في النهاية قد وجدتهُ

مناسباً كخاتمٍ حول اصبعي.





***

كبرياء ملعونة

لا أستطيعُ النومَ

لأنّي لستُ فيَّ

بل معكِ، في بيتكِ

وكلانا عاريانِ

في السريرِ ذاتِهِ.


وأنتِ كذَلك

في هذي اللحظةِ

لا بُدَّ أنّكِ

تشعرين بالشيءِ ذاتهِ،

لأنّكِ لستِ فيكِ،

بل هُنا معي

في هذي المَشْعَلَةِ

التي من عزلةٍ وملاءاتٍ

حيثُ أكافحُ

بالجسدِ الثائرِ

لغيابكِ.



بسببِ الأنانية العنيدةِ،

بسبب الكبرياءِ الملعونة،

نحن مُتباعدان

في سريريْن مختلفينِ

لا نتعانقُ

بل تعانقنا

نيرانُ جحيمٍ متماثلةٌ

حيثُ نستطيعُ، ربّما

ونحن عاريانِ أن نعضَّ

الوسائدَ

طيلةَ الليلِ الطويلِ،

الحدِّ مِنَ

الجوعِ الحزين

وألسنة اللهيبِ الجامدة لهذه النار.


*نص: إلياس ناندينو
*ترجمة: تحسين الخطيب

زر الذهاب إلى الأعلى