ضوءُ جَسدي – عباس بيضون

ضوءٌ قَويٌّ
-ضوءُ شهرٍ-
مضغوطٌ في وجهكِ
الرَّغبة تجدُ إيقاعاً
إنَّها رجع الوِصال
الذي يَفوح
بعد عودة الجسدِ إلى إغماضتهِ
الجسدُ الذي نتفقدهُ
بيدِ الحبيبِ
بيدِ الحبيسِ
متذكِّر دائماً
مغفل دائماً


ليس عليكِ أن تَنتقلي
مكانكِ.. انطبقَ الجسدُ على ودائعهِ
مكانكِ ابتل
وعاد للنسيم
مكانكِ خرجَ واضحاً
من الموج.
مكانكِ
ولد فوراً على الرابية
أشياء الحجرة وحدها
تعرفُ تاريخهُ
جميعها كانت تَشيخ
-بمعرفته وشكِّها –
قبل أن تدخل إلى الأسطورة


ليس عليكِ أن تَنتقلي
بیدین قليلتين:
تصبحُ اليابسة مُمهَّدة
ترجع الأشياء
إلى عُلبة النذور

بحركاتٍ أقل:
تُعدين الصباحَ للشموع
ترمينَ منديلاً في الأسطورة
تقفين على البلاط
ويطلُّ عليكِ العموم
من نوافذ الزفاف
الرِّقَّة أختٌ أخرى
والصمتُ يشيعُ كالحرارة


ليس عليكِ أن تتركي مكانكِ
إننا على الأبهاءِ لا السِّكَكِ

البحيرةُ تدخلُ في مريولكِ
الثلجُ في الآنية
القبلةُ ستطول
أكثر من حفلةِ القَصر

كلماتُكِ أيضاً قليلة
كبذوٍر لغابات غد


كلماتٌ قليلةٌ
على هلال جسدكِ
على الحَلمتيْنِ كوكب
الذَّاكرة
والصرخةُ التي تخرجُ
من جذركِ

أنا بعيدٌ
الأيامُ تسقط کندی
عليكِ وعليّ
ووصالكِ من شَهرٍ
ضوءُ جَسدي.


*نص: عباس بيضون
*من ديوان: زوار الشتوة الأولى

زر الذهاب إلى الأعلى