أريدُ تقبيلكَ وسط المَسجدِ
في المكان الذي تُنقَلُ فيه الأشياء بسرعة للسماء
ويبدو الإعجازُ بداهةً
فالكسرُ يتحول ضمَّاً
كأنَّ “قِبلة، قُبلة”
في اللحظة التي تُصبح فيها هذه القُبلة
أمامَ المصلين اختباراً في الخشوع؛ وتبعد عنَّا أميالاً من الغفلة.
نجونا من العتبةِ التي يكون فيها الصفر
سيد الاحتمالات ..
ليس لأنه اللاشيء
بل لأننا لا نملك وسيلةً للتعامل معه..
هذا ما يجري بيننا ببساطةٍ
الحضور والغياب..
مثل المعادلة
التي تقول:
يومٌ لك ويومٌ عليك
هذه التي يكون فيها اللاشيء شيئاً.
ونتيجة
أن كلَّ الأيام تعنيك.
قُبلة كالحرب
تصنع من اللسان مدفعاً
ومن الكلمات جثةً هامدة
هذا الارتجاف في فرشاة الرسام
لا علاقة له بالارتباكِ بل
جزءٌ من موقف إصبعٍ ماهرٍ.
ففي جانبيّ فمي موقف كهذا
يشبه كلَّ
ما يسكن في السماء
في يوم ريحٍ عاتٍ
لكن ليس كالقُبَل.
قُبلة كأغنية أوفيليا على ضفّة النهر
أغنية كما لو أنها إدانة على الحبِّ نفسه.
فالأغاني لا تموت.
لاسيّما في فمٍ كان يحتاج قُبلةً
بدل اللكمات.
*نص: رسل قاسم الموسوي