عينان فاتحتان مثل موج الأبيض المتوسط – حصة مسلم حمرور

تمتدُّ من شقوق الطوب الأحمر،

لوزياتٌ تتهيأُ للقطف الجميل

عرفتُ شيئًا حقيقًيا

———-

وتطلُّ من حيث لا يرَ أحدهم شيئًا

الأصوات الثخينة

بعمقها المتكررِ

في أرجاءِ الفراغ

وهي تأخذ طريقها المعبد

نحو مآذنَ مدينةٍ تطفو

بزيوت أجسادٍ تشمُّ الحياة من حربها الأخيرة.

يقال بأنه مسكٌ باردٌ ينهضُ من الأنقاض..

أو زيتونٌ أخضرُ ينبتُ في محاجرهم..

وهناك من يزعم بأن خدود الصغار تطير دراقًا..

والأمهات يصبحن قصائد عن البيوت الآمنة..

والمسعفون أنبياء على أكفهم يصير الماء..

حتى القطط

تقف على أرجلها وتدور في رقصةٍ تتعافى.

 يقول:

أحب حبيبتي..

لها عينانِ فاتحتان مثل موج الأبيض المتوسط.

بأصابعها الشفافة

تُكرس ساعاتها في تمشيط أشعة الشمسِ..

وقراءة يوميات كافكا.

تتقن رسم مخططات الشوارع والحدائق الفسيحة..

مثلما تتقن إعداد الرُّمانية

كما لا يعدها أحد.

قالت لي ذات مساء:

” أثق في ساحل مدينتنا..

كل نبوءة رميتها في جوفه قد تحققت..

وأنت نبوءتي الخاصة، حتى الغد البعيد.”

بالأصابع نفسها

ضمت أصابعي هذا الصباح

باردة جدًا

مسموعة

مثل أول كلمة تخرج من فم طفل يحبو..

تمتدُّ من شقوق الطوب الأحمر

لوزيات تتهيأ للقطف الجميل.

أعرف أن للموت هناك

صورًا فوتوغرافية تعلق على حائطٍ

 يجده الرب وحده.

ولكني لا أعرفُ

كيف للأجساد النائمةِ

أن تتسابقَ في انتصابها

كلما اخترقَ لحمَها

شظيةٌ من دمِ الطفولة؟

زر الذهاب إلى الأعلى