أبدأ هذا بأصابع دبقة مسحت بها أنفي الذي لا تنفك سوائله عن الانهمار عوضًا عن الدموع، إنها تقاومني مثلما أقاومها.
أنا لا أبكي، مهما شعرت برغبة في البكاء ، أخرج لأمشي في دوائر ، أدور مثل فأرٍ لايعرف طريقًا غير العجلة.
بسروالي الرياضي والتيشيرت الرخيص، أرمق (وزغة) فوق الجدار في وضعٍ غريب، طقس من التمدد والتقلص مقرف ومثير للاهتمام.
ألتهي حين يقول المغني ” I know that you got daddy issues “
كل شيء يبدو فوضوياً وخاطئاً، يشعرني بالسخط، وحين أحاول أن أعدد ما أكون شاكرة من أجله لا أستطيع حتى أن أبدأ دون أن يباغتني احساس مُر يذكرني بكم الأشياء التي أملكها ولا يملكها أقراني، جيراني، بلدان المجاعات.
وأنتبه للمغني يردد: “go ahead and cry little girl “ لكن لا دموع بعد.
أغيّر الأغنية علّني أتمكن من أن أرتب الفظاعة التي كتبتها. المثير للدهشة حقًا أن ماقالته الأغنية الجديدة كان “it’s too late” هذا حقيقي أنا لا أختلقه ! حتى أنني استغرقت عدة ثوانٍ لأتذكر المفردة أختلق، وابتسمت؛ لأن كل شيء يغدو ليبدو مرتبطاً بنا إذا أردناه أن يكون .
أكمل الطريق أسفل قمرٍ ينشر ضوءاً رماديًا يسمح للظل أن يتشكل من تحتي، ظل قزم وحيد يتمشى معي في الظلام، وأتساءل إذا ما كان يتمنى أن يتركني و يتلاشى.
و هنا استمتعت بالتخيل بأن الظل كائنٌ يعيش داخلنا ، و يكبر كلما اشتدت أفكارنا سواداً ، يتعاظم وينسى تقزمه.
يمر الوقت وأنا ألوك الفكرة نفسها ، السؤال نفسه ، لماذا يبدو كل شيء فوضوياً وخاطئاً؟
أبحث عن الأجوبة داخل الدوائر ، تدور حياتي مثلما أدور ، ولا نعرف طريقًا غيره.
سميه الزهراني
Twitter @_umya