يوم أحببتُكَ
جَرَحني العالم
وتفسّختْ وشائجُ الكون
كاشفةً بوحشيةٍ بالغة
عن وجه رقَّتهِ الجَارح
“سمائي رمادية”
ورمادية شرفة الأيام
وكنتَ أنت
كما بدوتَ في التماعة عينيكَ
ورعشة ظلّكَ
في الليلة الأولى.
كنتَ تُضيء
وكنتُ أنطفئ
فيما كان الغياب يلوّحُ
وينهش في نزق اللحظةِ
ممتطياً ارتجافة العشبِ
في غناءِ الريح
أبعدَ من نجمةٍ
وأقرب من موجةٍ هادرة،
وكان الدمُ، ينزُّ قلِقاً
من حُلمٍ شاردٍ
مهدراً، في أبدية لا تنقضي
لم يعرف، إلى أي شريانٍ،
أو إلى أي جرحٍ، سيفضي
فلا الليلُ يعبر غُربة الصقيع
ولا النجمةُ تتأنَّق شرود الضوء
يوم أحببتكَ
جرحني العالم
كسرتني غيمة عابرة،
حَمَلتني أغصانُ المُلوحةِ
وأسلمتني لشُبهةِ الخوفِ
وردٌ يتيم، وهواءٌ مشوّه.
كنتُ أذهبُ للضحكِ
متسلحةً ببريق عينيكَ
وكنتُ أعود كطفلٍ
لن يعرف أبدا كيف يكبر
بعد أن أحرق عصافيره الأثيرة، بالبكاء.
يوم أحببتكَ
نبتَ حزني في الجدار
وجرى نبعٌ مُرتبك
أنطقَ رعشة الماء
في عُروقي
وكان يرتعد برقٌ خاطفٌ
من نظراتٍ متساقطةٍ
ليفلت برد وحشي
لا يبارح زرقة العظام
بينما تبرق عذوبة ساحرة
مثل جرس بالغ الخفَّة
تحت عتبة صوتكَ
وعلى قلبي الذي لامسته يدكَ
نبت شِعرٌ وارف
أتفيأ ظلال قصائدهِ
ظهيرة كل حزن.
*نص: سارة علي