ترجمة أولى لـ جاد الحاج
الصقر يحوقل, يحوقل في الدائرة الواسعة
ولا يصغي لسيّده.
الأشياء تتداعى” المركز لا يصمد”
لا شيء عدا الفوضى تروم العالم,
وهيبة البراءة غريقة في كل مكان.
أفضل البشر بحاجة إلى الإيمان, والأشرار يستمرون
بالحماسة اللاهية.
حقاً, أنها رؤيا الكسوف تقترب
حقاً, انها العودة الثانية تقترب
العودة الثانية! ما أن أقول ذلك
تبهرني رؤيا عظيمة تصعد من الروح الأعلى
وفي القفر فوق رمال الصحارى
يتبدى رأس إنسان على جسم أسد,
يحملق زائفاً, بلا شفقة كالشمس
يحرك أردافه ببطيء بينما تحلّق حوله
ظلال العصافير الموتورة في الصحراء.
مرّة أخرى يعمّ الظلام, فأفهم
أن عشرين قرناً من الهجوع الصلد
باتت كابوساً في مهدها الحجر
وأي وحش كاسر سيولد أخيراً
ويزحف إلى بيت لحم.
***
ترجمةٌ ثانية لـ د. عادل صالح الزبيدي
الظهور الثاني
إذ يلتف الصقر ويلتف بدولاب الأكوان
بحركات متباعدة في الدوران ، لا يقدر أن يسمع صقاره
تتداعى الأشياء، والمركز لا يقدر أن يمسك بزمام الأجزاء
فوضى صرف تنفلت على العالم
ينفلت المد الدموي، وفي كل الأنحاء
يغرق طهر الإنسان
فأخيار الناس يعوزهم الإيمان
وأراذلهم يتملكهم شغف الأهواء.
ثمة وحي بالتأكيد وشيك.
مجيء ثان بالتأكيد وشيك.
مجيء ثان! ما أن أنطق هذي الكلمات
حتى يعشي بصري شكل يخرج من روح الأكوان
بمكان ما وسط رمال الصحراء
شكل بجسم السبع ورأس الإنسان
يحدق من عين فارغة لا رحمة فيها كالشمس
يحرك ساقيه ببطء وحواليه
تترنح ساخطة أشباح طيور الصحراء
وتحل الظلمة ثانية. لكني الآن
اعرف أن قرونا عشرين من النوم الحجري
عكرها مهد هزاز فحولها كابوسا
فما هذا الوحش الهائج قد حلت ساعته
جاء أخيرا يتهادى كي يولد ثانية في أرض الميلاد ؟
____________
يمزج العنوان بين تنبؤ عيسى المسيح بظهوره الثاني كما يرد في الإنجيل (متي، 24) وبين رؤيا يوحنا عن ظهور وحش على النقيض من المسيح(يوحنا،2:18). وفي إحدى رسائل الشاعر ثمة إشارة إلى علاقة القصيدة بظهور الحركة الفاشية.
يتخيل ييتس إن حركة الصقر تشبه ، أو هي جزء من ، حركة دولاب أو لولب أو مخروط ابتدعه الشاعر ليرمز إلى صراع القوى في العالم. في حال دوران هذه الآلة بشكل متسع تأخذ فيه الأطراف بالتباعد التدريجي عن المركز، يبدأ المركز بفقدان السيطرة عليها. وصورة الصقر في علاقته
عبارة اخترعها الشاعر للتعبير عن إلهام أو إيحاء من نوع ما يتسلمه الشاعر.
ربما يشير الشاعر هنا إلى أبي الهول.
أي عمر الديانة المسيحية.
بيت لحم في الأصل وقد ارتأينا ترجمتها هكذا بشيء من التصرف
***
ترجمة ثالثة لماجد الحيدر
يدور الصقر ويدور
في دوامةٍ تكبر وتكبر
ولا يسمعُ الصقّارَ.
تتفكك الأشياء، والمركزُ
يعجز عن الصمود.
على العالم تسدلُ الفوضى أستارها،
ومدُّ في سوادِ الدمِ أستاره
وفي كل مكان
تغرق طقوسُ البراءة.
خيار البشر يعوزهم الحولُ
وشِرارهم طافحون بالعزم والحماس.
ثمة وحي وشيك أكيد
ثمة مجيء ثانٍ أكيد.
مجيءٌ ثانٍ!
ما أن أفوه بهذا
حتى تُغشي الصورة ناظري
صورة هائلة
خارجة من روح الكون:
من مكان ما في رمال الصحراء
شبحٌ برأس أسد وجسم إنسان،
بنظرة محدقة، صماء قاسية كما الشمس
ينقِّلُ فخذيه البطيئين
وكل شيءٍ من حوله
ينشر ظِلالاً
لأطيارِ صحراءٍ ساخطة.
ينزل الظلامُ من جديد
لكنني الآن أعرفُ
أن عشرين قرناً من نومٍ كما الحجر
يحيلها لكابوسٍ
مهدٌ متأرجحٌ،
وأي وحشٍ فظٍ
ستحل ساعته أخيرا
ليمضي مترنحاُ
صوب بيت لحم
كي يأتي للحياة؟