تحاول السباحة في معيّة الله
أستغفر الله
تقول أمي هذه المدينة تقتل كلّ نسائنا ببطء؛
وهي تتمرّن على سباحة الظهر في مسبح الحي.
أفكّر في خديجة، كيف خذلها جسدها
في الطريق المنحدر من مجمّع سكني.
يخبرنا المدرّب أنّ أطول مدّة
استغرقها إنسانٌ في حبس أنفاسه تحت الماء
امتدّت ١٩ دقيقة و٢١ ثانية.
في بانيو الحمّام يتمدّد شعري على السطح مثل كرمة، أظلّ غاطسةً
بقدر ما أحتمل، أفكّر في كلّ الأشياء
التي سمحتُ لها أن تنسلّ من بين أصابعي.
إنّا لله وإنا إليه راجعون
تقول أمي لا أحد يستطيع أن يمنعه-
أن يمنع الجسد العائد إلى ربه،
لكن الطريقة التي وقعَتْ بها، الوجه أوّلًا،
ممرّغًا في الوحل،
فم محشو بالتراب،
بالهواء، بالأسنان، بالدم،
ترتدي جلاّبيةً بيضاء من القطن،
شعر متروك على سجيّته ومعطر بالبخور،
أتساءل إن كانت خديجة قد رأت
أنّها ستعوم.