أمّاه، احْلُلي من لساني أو زوّقيني بحمولةٍ أخفّ”
– أودري لورد
أخذتُ من أمّي فمَها ومن أبي عينيه؛ على وجهي
ما زالا يعيشان معًا
*********************
ما قالته لكِ أمّك بعد أن غادر أبوك
لم أتوسّل إليه ليبقى
لأنّني كنت أضرع إلى الله
ألّا يغادر.
*********************
قبلة أمّكِ الأولى.
أوّلُ صبيٍّ قبّل أمَّكِ اغتصب النساء في ما بعد
وقتَ اندلعت الحرب. تتذكّر أنّها سمعت هذا
من خالك، ثمّ ذهبت إلى غرفتك وألقت بنفسها
على الأرض. كنتِ حينها في المدرسة.
كانت أمّك في السادسة عشرة إذ قبّلها أوّل مرّة.
حبستْ نفَسَها وقتًا طويلًا حتى غُشي عليها.
وحين استعادت الوعي وجدت أنّ فستانها كان رطبًا ولاصقًا
ببطنها، وأنصافُ أقمار معضوضةٌ على فخذيها.
في ذلك المساء نفسه ذهبتْ لزيارة صديقةٍ، فتاةٍ
كانت تخمّر النبيذ بشكل غير قانوني في غرفتها.
عندما اعترفت أمّك: لم يسبق وأن مسّني أحد
بمثل تلك الطريقة من قبل، ضحكت الصديقة، بفمٍ عنبيّ الحُمرة،
ثمّ غمست يدَها بين ساقي أمّك.
في الأسبوع الفائت، رأته يقود الباص رقم 18،
خدّه تلّةٌ منتفخة، وكرمةٌ من الندوب تعرّش
على امتداد فمه. لقد كنتِ معها، تضمّين إلى صدرك
كيسًا من التمر، وسمعتِها وهي تطلق آهةً حرّى
عندما رأت كم كنتِ تشبهينه.
**********************
أشياء أضعناها في الصيف.
صيفَ تعود بنات عمتي من نيروبي،
نتحلّق عند السنديانة في حديقة عمّتي.
تظهر عليهنّ علامات النضوج. حَلْمتا أمل تنتصبان فاسحتين لنفسيهما مكانًا خلال
نقوش قميصها، مناراتان تناديان الرجال لأداء فروض العبادة.
عندما رحلن، كنت في الثانية عشرة متوهّجةً
من حرارة الانتظار. تعانقنا عند بوابة المغادرة،
شاردات بصدور عصافير تخشخش مثل الخشب، متصابيات،
عرائس صغيرة بتنانير طويلة تنتظر أن تنمو
في جوعنا.
تستخدم أمّي نبرتها الهادئة على الهاتف:
هل جميعهن بخير؟ هل تلتئم جراحهنّ كما يجب؟
لا تريد لأبي أن يسمع.
جويرية، في عمري، تنحني عليّ وتهمس
لقد جاءتني الدورة. حين أقترب منها
ينغمر فمي في شعرها- كيف هو إحساس أوّل دورة؟
تلتفت على أخواتها وتمتدّ منها
ضحكةٌ مستغربة كأنها آهة.
إحداهنّ تُلصق ركبتيّ ببعضهما.
اجلسي مثل بنت. بإصبعي أغطّي الثقب في بنطالي القصير،
والخجل يدفئ جلدي.
في السيارة، تخترقني نظرات أمّي
عبر المرآة الخلفيّة، جلد البنطال يلتصق
بفخذيّ. أفتح ساقيّ مثل بابٍ بلا صرير،
وأتحدّاها أن تتطلّع في عينيّ وتمنحني
ما لم أفقده من قبل: اسمًا
**********************
فم ميمون
أضاعت ميمون لكنتَها، شكرًا لكليّة المجتمع المحليّة. تهاتفني معظمَ المساءات نناقش في مكالمات خارجيّة منافع ومساوئ تسخين الشيرة في الميكرويف لإزالة شعر الجسم. صوتها الجديد مهذّب. بدأتْ تستمرئ الرقص أمام الغرباء. جارها من الدومينيكان يتحدّث إليها بالإسبانيّة كلّما تصادفا في الممرّات. أدري أنّها تبتسم له، وعلى أسنانها الأماميّة تصبّغات من أثر الفلورايد الممزوج بالماء في بلدها. إنّها تخوض تجارب جديدة. نفهم ذلك. وصلتنا صورٌ لها واقفةً عند جسر، شعر الطفلة الذي كرهته طيلة حياتها ينسدل الآن لامعًا مثلما تسيل الوديان. عندما هاتفتها الأسبوعَ الفائت أجابني جهاز الردّ الآلي. تخيّلتها محمولةً من الخصر، ترتدي جوارب (كيلون) شفّافة، وتتعلّم كيف تتبادل القُبل بلسانها الجديد.
**********************
ورسَن شِري أو (شاير) كما تعرف في الإنجليزيّة (1988- ) شاعرة شابّة ولدت في كينيا لأبوين صوماليين هاجرا بها في عامها الأول إلى بريطانيا حيث ترعرعت وقضت شطرًا من شبابها، تقيم حاليّا في لوس آنجلوس. هذا العجين الأسمر الغريب حاضرٌ بكامل اشتغالات الحنين وأسئلة الانتماء والتفتّح الأوليّ على هويّة الجسد في منشورها المكتوب باللغة الإنجليزية: “تعليم أمي كيف تضع مولودًا” – إضمامة شعريّة صدرت في كتيّب صغير عام 2011.