هاني نديم – سور الله العظيم

أشخاص:
بلدان:

يا لفرطِ هيبتها
هذا المجدُ
قبّل كفّها وجرى
وأتوْها
لم يتركوا جرحاً إلا وألقموه ملحا
أعداؤها، أبناؤها
أزرارها والعرى
وهي كصوت النسر في الرياح
مسحت على شعر الأغاني
فاسّاقطت قمرا
سوريا
يا سور الله
لا حُجباً ولا سُحَرا
لولاك في الأرض
هذي السماء لم تسقطِ المطرا!

صبّحتكِ بالخير
يا سوّريا
صبّحت أهليكِ الكرام
صباحُ الخير عدد الطير
كلّما قام الخُزام
صبّحت البساتين.. و الجَثامين
من ضيّفكِ رُوحَه عشيةً
و مضى الصباح إلى الرّيَاحين
صبّحتُ غادةَ
وماجدةَ
ونسرين
صبّحتُ
(الميكرويات) و كُلّ من فيها حزين
صبّحتُ
الخارجين من الليل سكارى
و كُل من صلىّ وقام..

صبّحتكِ يا سوريا
يا كل حرف فيك سيفٌ
و كل أصواتي.. حزام

صبّحتكِ مولاتي
و ما كل الحياةِ حياةٌ
ولا كلّ المواتِ..
زؤام

و حقِّ الشام إنني خَجِلُ
و إنني في الحزن.. مُعتقلُ
و أن اليَمامَ شالُ مئذنةٍ
و أن الهديلَ خائفٌ وَجِلُ

هذا البيتُ الذي هدّمتَ
بيتي
والدماء التي زغرَدت لها الأمهاتُ السودُ على عرض البلادِ..
صوتي
و رغم الجفافِ في لَهاتي
إن قلتَ أنك ظامئٌ..
قلتُ إنني مطرُك!

و قميصي الذي يراهُ عماكَ مهترئاً
لو رميتكَ به يرتدُّ إليك بصرُك

أنا سوريا…
و حقّ ِكلِ من ماتوا
لا الطغاةُ
و لا البغاةُ
و لا قضاؤك حتى … وقدرُك
لا..أموتُ
و إن رامَت الأقدارُ
موتي

أبوس يديك..سوريّا
أبوس شموسك فيَّا

أُقبّل وجه هذي الأرض
من حلبٍ..
لدارَيّا

أبوس يديكِ يا أمي
أريدُ صفاءنا
حيّا

لم يُرفع بها سيفٌ إلا عيونُ نسائها
شلالاتٌ من الصبايا
سبحان باريها
يا عطش الهوى
و قد سالت عيوناً
حواريها

و الشّامُ
أميرةٌ تمشي
على عنق الزمان..
أميرةٌ..و المدائن من حولها جواريها!

و الشّام تُوصَف
للفقير، و للحزين
و الشّام
تقول نساؤها:
أن ثُلثي قُمامة الدار فيها
ياسمين!
تبارك ربّها بسمائها

لم تستوِ يوماً لطاغيةٍ
و سلِ الطغاة..
لا يموت بها قهراً
إلا المَوات

يا شاعراً
فكّر بغير رثائها

أنا في الشّامِ..
و الشّامُ فيَّا

و هذا الظلام الذي رأيتَ
رأيتُ بين يديه
ضيَّا

و لكنني ناديتُ
و حده الموتُ جاوبني
و ما أسمعتُ
حيّا

و سوريا (بدها).. سوريين
و سوريا يدُها ياسمين
و سوريا..
التي أذاقتنا المُرّ و القهر
و شتلتنا في منافينا
مكائن لفرم السنين

و سوريا
كلما فزّ وحشُ الحزن فينا
هرعنا لها نشكو:
يا أماه ابنكِ حزين
لكننا أدباً
في كل مرةٍ نطأطئ لها الهامَ
ونقول:
يا أماه
ابنك……
حنين

الذنب ذنبكَ إذْ أنت سوريّ!
والحبّ حربكَ
فالسيف..جوريّ!

مِن قَابِ قلبكَ
كم طار دوريّ

إن تمّ صلبُكَ..
لا عاش حوريّ!

و الحَجّ هذا العام
للشّام..
طف سبعاً
على حزن المنازل
واقرئ
ميّتيها السَّلام

من اشتروا ثياب العيد
لكنها
وُزّعت على أرواحهم
لسُكان الخِيام

و تذكّر و أنت تسعى
بين صفا و مروة
أنّ مرام
تركت لكَ على الباب وردتين
و أنكَ حبيبها

قالت مرام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى