نظّارتكِ السوداء
وبنطلونك الجينز، الرَّمادي، الضيق، الرثّ، الثرثار
وبلوزتك الكطّ القصيرة
بلوزتك السخيَّة
التي منحتني أشياء ثمينة
أذكر لها استدارة كتفيكِ
كتفيكِ الأملسين، المُحمَّصين
وشعر إبطيكِ الأشقر المُحترق
منحتني عنقكِ
ياااه..كم أحبُّ عنقكِ
وبالتحديد.. قفاكِ
تلك الربوة الأرستقراطية الصغيرة
التي تشرف من بعيد
على صحراء ظهرك الشاسعة
ولا أنسى أبداً أسفل ظهركِ
..بل أعلى كفلكِ
حيث ينبت السرداب
السرداب الضيّق المُظلم
الذي يهبط بي في رحلةٍ مُدوّخة
صوب كهف الأسرار
منحتني أيضاً..
لا..
لن أنداح أبعد من ذلك
لن أقع أنا هذه المرة أيضاً
في الشرك الذي أنسجه لكِ
خذيها
خذي البلوزة
خذي بطنكِ المُدوَّرة ذات الأعكان
والثنيّات الوفيرة
خذي جبهتكِ العريضة
وشعركِ السائل المنحول
وحاجبيكِ الخفيفين
خذي فمكِ الشهواني الغليظ
وابتسامتكِ البنيّة المُوحشة
خذي ساقيكِ القصيرتين الملفوفتين
حديقة الزغب المهملة
التي تستشري فيها الحشائش البريَّة السوداء
خذي صدركِ الضامر القوى
بحلمتيه الوقحتين..كإصبعين
خذي كل ما يخصّكِ ودعيني أغفو
أتوسّل إليكِ
لقد جمعتها لكِ في صرَّة كبيرة
مدى يدكِ والتقطيها من على رفِّ أحلامي
لا تخافي
اقتربي قليلاً..أكثر
اطمئني تمامًا..
ها ها هاااااى
ما جدوى صراخكِ الآن أيَّتها الحمقاء
كان الأجدر بكِ أن تظلّي بعيدة كما كنتِ
وأن تنتشيها مثلاً.. بخطَّافٍ طويل
ألم يدر في خلدكِ
أنَّ خيالي المحموم
خيالي الشقي
ربما يكون رابضاً يتربَّص في أحد الأركان؟!!
هَم م م م م.
*نص: أسامة الدناصوري
*من ديوان: عين سارِحة وعين مُندهشة – دار ميريت