من أسوأ عيوب النسيان
أنه ليس أبدياً
حين أقول إنّي نسيت شيئًا أو شخصًا
فأنا غالبًا أكذب
كأمٍ تُخبئ الحلوى عن طفلها
يخبئ عنّي عقلي ما يرهقني
ويستهلكني
أنسى الذكرى
خلال ترتيب غُرفتي
طهي الأرز
محاولاتي في أن أُصبح -حقًا- مُحبَّة
محادثتي مع أمي
مناقشتي مع أخي
الأشياء العادية
اليوميَّة
أنسى لبعض من الوقت
محاولاتي لأن أنسى
زهور مواساتي
كعكة الشكولاتة
الكوابيس اليومية
شخصٌ أحبَّكَ،
لم يملك جُرأة إنقاذك
تتراكم فوق المخبأ السريّ
طبقاتٌ من ممارسات النسيان
فنٌ تتقنهُ في الهرب
لكن يحدث ذات صباح أن يهزمني
شعورُ خزيٍّ عَميق
أتكوَّر في سريري
وأخبئ وَجهي
أشعرُ
بالعناكب تزحف على جَسَدي
تتحرَّرُ الوحوشُ المُختبئة
أعلم أنَّ الغيمة السوداء خلفي
تريد أن تبتلعني
تتسلل إلىَّ من خلف عقلي
تؤكِّد لي
أنَّ الذكرى لم تَتحلل
وأنِّي مازلتُ أدورُ في الفَراغ.
*نص: آية سمير