1
بينما أُفكّر بآخر، المُختلف،
بذاك المَفقود، كَمَا لو كنز،
أنا قمتُ بقطعِ رُؤوس كلّ البستان،
خُطوة بعد خُطوة،
زهرة خشخاش بعد زهرة.
هكذا، في يومٍ ما، في صيفٍ
جافٍ، على طَرف حقلٍ
سيقطعُ الموتُ رَأسي
بيدٍ ساهية.
2
لأنَّني قريباً سأودِّع الجميع –
أنا طوال الوقت أتساءل
برقَّة كبيرة،
لِمَن سيَبقى فراء الذئب،
ولمن سيَبقى اللحاف الذي يَستدعي الحنان،
والعُكَّاز الأنيق مع الصولجان
لمن سيبقى سواري الفضيّ،
المنثور بالفيروز…
وكلُّ المذكرات، وكلُّ الأزهار،
التي أعجز عن صوْنها…
وآخر بيت من الشعر – وأنتِ
يا ليلتي الأخيرة!
3
أنا قلتُ، فسمع آخر
وهمس لغيرهِ،
ففهم الثالث،
أما الرابع فتناول
عكازاً من السنديان
ومَضَى في الليل
طلباً للمأثرة.
عن هذا صاغ العالم أغنية،
ومع هذه الأغنية بالذات على شَفتي –
يا للحياة!
أنا أستقبلُ موتي!
صلاة
يا رب! أنا أتعطَّشُ للمعجزة
الآن، حالاً، في أول النهار!
أوه، اسمح لي أن أموت، طالما أن
الحياة بكاملها كما الكتاب بالنسبةِ لي.
أنتَ حكيمٌ، ولن تقول بصرامةٍ:
«اصبري، لم يحن يومكِ بعد».
بنفسكَ قدَّمتَ لي -الكثير الكثير!
أتعطش فوراً -إلى كلِّ السُبل!
أريد كلَّ شيء: أن أمشي إلى القرصنة
بروح غجريّ ومع أغنية،
أن أشقى لأجل الكل تحت أصوات الأرغن،
وأن أندفع في المعركة كأمازونيةٍ؛
أن أبصر بالنجوم في البرج الأسود،
وأن أقود الأطفال إلى الأمام، عبر الظل…
لكي يكون أسطورة – يوم أمس،
و لكي يُصبح جنوناً – كلَّ يوم!
أحبُّ الصلاة و الحرير و الخُوَذ،
فروحي أثرٌ للحظاتِ عابرة،
أنتَ أعطيتني طفولةً -أجمل من حكاية،
فاعطني الموتَ – في السبعة عشر عاماً!
*نص: مارينا تسفيتاييفا
*ترجمة: إبراهيم إستنبولي
*من كتاب: كبرياء جريح : قصائد مختارة