الخوف هو الوجه الآخر للرّغبه – آيسون

أشخاص:
بلدان:

أحيانًا تكونُ الغرابة في الأشياءِ التي نحبها حين نقف على عتبة ما نريد وأيدينا تمسك بالباب لكنّنا لا نفتحه. نكتبُ عن أحلامنا وكأنها وُجدت فقط لنبعد عنها، نتحدثُ كما لو كانت بعيدة، نتخيّلها، نتمنى أن نصل إليها، لكن عندما نقترب…نتراجع!

ربما الفشلُ ليس ما يخيفنا، بل النجاح.

ليس لأننا لا نريدُ أن ننجح، بل لأننا لا نحتمل وزن المعنى الذي سيحمله هذا النجاح في حياتنا.

الحلمُ حين يتحقّق؛ يصبحُ أحيانًا أخطرَ من أن نعيشه، لأنه يكشفُ عن هشاشتنا، عن ضعفنا أمام ما قد نخسره.

هل جربت يومًا أن تبتعد عن شخص تمنيتَ قربه؟

أن تقولَ له كلماتٍ لا تشبِهُ ما في قلبك، لأنك أخشى أن تكشفهُ بأكمله؟

أن تحاول أن تبقى غير مكترث بينما هو أهم شيء لديك، لأن إهتمامك به سيكشفك ويعرضك ربما للخطر.

لكن ما هو هذا الخطر؟

أن تحب يعني أنك أصبحت تملك شيئًا، هذا الشيء يمكن أن يختفي في لحظة.

أن تحقّق ما كنتَ تحلمُ به يعني أنك قد تكتشف أن هذا الحلم ليس تمامًا كما تخيلته.

نحن لا نهربُ من الحب، نحنُ نهربُ من فقده.

لا نهربُ من النجاح، نحن نهربُ من سؤال/ثم ماذا بعد؟

لا نهربُ من الحريّه، بل من احتماليّة استخدامها بطريقة خاطئة، فنندم.

نتعاملُ مع خوفنا بشكلٍ نبيلٍ كما لو كان حيادًا بين الرغبة والمخاطرة

“إذا حصلتُ عليه ..سأخسره”

“إذا اقترب..سيغادر”

“إذا تركتُ له المجال في قلبي..سيكسره”

فنبتعد ونحتفظ بالجمال في الأمان، في مكانٍ بعيدٍ عن الحضور وفي هذا الابتعاد لا يتحقّق شيء، ولا نتعرّض لما قد يفقدنا ولكن في الوقت نفسه لا نعيش أيضًا.

هل نحن في مأمن من ذلك الخوف، أم أننا نعيش في سجننا؟

بينما نريد أن نطير، نتمسكُ بالقيود التي وضعناها بأنفسنا.

أحيانًا، نحتاج أكثر من أن نتحرر من رغبتنا، نحتاج أن نحرّر أنفسنا من الخوف الذي يعطّلنا.

وأحيانًا، لا تكون الشجاعة هي التي تقودنا، بل التصديق بأن ما نريده يستحقّ المخاطرة.

حتى لو ارتجف قلبنا، وأظهرت أعينُنا كل ما نخفيه، قد تكون هذه هي اللحظة التي نعثر فيها على أنفسنا.

زر الذهاب إلى الأعلى