الأبواب
أوصدتُ أبوابي عن الخلائق كأني أملكُ كنزًا ثميناً، وأنا في
الحقيقة لا أملكُ إلا جورباً مثقوباً، وسنجاباً ميتاً،
وضميراً قد ماتَ من كثرةِ الجَلْد.
أملكُ داخلي غرفةَ توبة مُحطَّمة، وكازينو مُزخَرف ومليء
بالذنوب، وكوزاً يفيضُ بالأيام السوداء، ومزودة
تتساقطُ منها الأحلام الجميلة.
أنا بناية حكومية مزركشة من الخارج، وآيلة للسقوط
من الداخل.
إنّي أوصد أبوابي عن ثلاث قطع من الشوك، وشجرتين
من السنط، وخرداوات قديمة من أيام شبابي.
هناك مكانٌ قصي بداخلي ينبضُ بحيويةٍ قُصوى، وما
رأيته إلا نابضاً، إنه كتابٌ في مكتبة روحي.
الكتاب نابضٌ حتى في الأعماق.
الزنبرك الصوتي
رجاء أرسلي صوتكِ فهناك في روحي جروح لا تُشفى
إلا بهذا الصوت.
أرسليه في مظروفٍ، أو بطاقة مُعايدة، أو على فاتورة بضائع،
المهم أن ترسليه.
صوتكِ كمرهم خافٍ للعيوب، يخفي عيوب روحي ويرمّمها
لتعود صالحة للاستخدام مرة أخرى.
صوتكِ يزيل التجاعيد والتشقّقات التي لحقت بداخلي جرّاء
التلوّث الإنساني اليومي.
ليتني أستطيع حفظه في علبةٍ لأستخدمه حين
الجروح المستقبلية، سأضعه في صيدلية بيتي.
صوتكِ الهادئ خبأته تحت الوسادة، أدسُّه بين طيّات
الملابس كمعطِّرٍ لها.
*نص: حاتم الشهري