رماد الحياة
هَجَرني الحبُّ وتبدَّد، والأيامُ كلُّها متشابهات؛
سآكلُ طعامي، وأخلد للنوم، فلياليَّ كلُّها واحدة!
آهٍ، أن تأرَق وتُصغي لدقات الساعة الرَّتيبة!
وهذا الفجرُ حين يبزغُ، هل سيجيءُ بيومٍ آخر؟
هَجَرني الحبُّ وتبدَّد، ولا حيلةَ لي
هذا أو ذاكَ أو ما تشاء، تساوتْ عندي المأساة؛
إلّا التي عاينتهُا
فخضتُها، وتخليّتُ عنها.
هَجَرني الحبُّ وتبدَّد، والجيرانُ يطرقونَ الأبوابَ ويقترضون،
وتستمرُّ الحياةُ بأبديةٍ كقضم الفئران؛
وفي الغدِ، وبَعدَهُ، وبَعدَهُ، وبَعدَهُ،
سيبقى هذا الشارع الصغير وهذا المنزل الصغير.
هاويةٌ مجوفةٌ
هجرها المدُّ والجزر
انحسار
صارَ قلبي
بعد أن مات حبُّكَ:
هاويةً مجوّفةً
تضمُّ بركةً صغيرةً
هجرها المدُّ والجَزر،
بركةٌ صغيرةٌ فاترةٌ
تُجفِّفُها الحافَّة.
الحزنُ قريبي
هل الحزنُ قريبي؟
يَقرعُ بابي قَرعاً
يَسقطُ مقرع بابي
يدوي بخفَّة،
المقرع الذي اعتادَ
يد الحزن.
أينعتِ الزهور
وانتصب إكليل الجبل
لمَ قد يكترث الحزن
لإكليل الجبل
أو الزهور هناك؟
هل الحزنُ قريبي؟
هل نحن عائلة؟
الطَّرقُ يشتدُّ على بابي…
أوه، تَعَال!
واجهتُ الذئبَ وحدي،
والتهمني بسلام
المواجهة الحقيقية
“ذئب!” يستغيثُ قلبي المُخادع
على كلِّ شاةٍ يُهددها الخطر
ويوقظ القرية.
“ذئب! ذئب!” –
سيشرع الجيران الطيبون
بجلب المجرفة،
والِمذراة لنجدتي.
وحين اعتادوا استغاثاتي الطويلة؛
تحققَ خلاصي هُنا
واجهتُ الذئبَ وحدي
والتهمني بسَلام.
انتحاب
اسمعوني يا صغاري:
والدكم قد مات.
سأصنعُ لكم من معاطفهِ القديمةِ؛
معاطف صغيرة.
وسراويل صغيرة
من سرواله القديم.
سنجد في جيوبه الأشياء التي احتفظ بها،
مفاتيح، وبنسات
مغطاة بالتبغ؛
“دان” سيأخذ البنسات ويدخرها في حسابه المصرفيّ،
أما المفاتيح فهي لـ”آن” لتصدر بها خشخشة جميلةً.
على الحياة أن تستمر،
وعلى الموتى النسيان.
على الحياة أن تستمر،
رغماً عن موت الطيبين؛
“آن” تناولي إفطاركِ.
“دان” خُذ دواءكَ.
على الحياة أن تستمر،
لكن نسيتُ لمَ؟
تقفُ الشجرةُ الوحيدةُ،
ولا تعرفُ أين تختفي طيورُها
ما الشفاه التي قبّلتها شفتاي؟ وأين؟ ولماذا؟
ما الشفاه التي قبّلتها شفتاي؟ وأين؟ ولماذا؟ لقد نسيت،
وأيّ ذراعٍ قد توسّدتُ حتى الصباح؟
المطرُ مليءٌ بالأطياف الليلة،
ها هي تنقرُ على نافذتي وتتنهّدُ منتظرةً الرَّد،
فيثارُ في قلبي ألمٌ دفينٌ
على الفتيان المَنسيين الذين لم يعودوا إليّ
بعد منتصف الليل باكين.
هكذا في الشتاء
تقفُ الشجرةُ الوحيدةُ،
ولا تعرفُ أين تختفي طيورُها
واحدةً تلو الأخرى،
ومع ذلك
تُدرك أغصانها السكون الأبديّ:
لا أستطيع قول ما تركَهُ الحبُّ فيَّ
لكنني أعرفُ أنَّ الصيف كان
غنّاءً بداخلي
وبعد هُنيهةٍ، انتهى الغناء.
*نصوص الشاعرة الأمريكية: إدنا سانت فنسنت ميلاي Edna St. Vincent Millay
*ترجمته عن الإنجليزية: موزة عبدالله العبدولي