بدأت الحكاية بفقدان الكيف، السيجارة المشتهاة، والتي ما لبثت أن صارت حلماً يتداعى فيه البحث عمّا يُحرق في لفافات التبغ الدائرة بين السُمار ليلاً، أي عقبٍ مرمي قد يكفي أويزيد، لكن في زمان الشُحّ يبدو العقب فكرة تشبه السراب إلى حد كبير. يأخذ الهرش مليجي الصغير إلى البحث عن أي وصفة تعمر رأسه المطحونة بفقر الواقع وقلة الحيلة حتى يهتدي إلى الوصفة رقم سبعة، إنه الرقم الساحر دائماً وأبداً، في علم الأرقام وماوراء الطبيعة، يتناول لفافة فيستغرق في اللاوعي غائبا فيه على أنغام أغنية كابوريا لأحمد زكي، تلك الأغنية البعيدة التي رافقت مشواره الفني في دور غريب عن الفنان الذي يعشق الدراما بعيداً عن الكوميديا والسخرية، أتذكر الكثير من أفلامه وكيف كنت أجلس أمام الشاشة مسمراً في ملامحه السمراء وهي تؤدي الدور بكل مصداقية، أحمد زكي ليس ممثلاً فحسب إنه إله التجسيد. يستيقظ مليجي الصغير في عالم فانتازي مملوء بالسحر والغرائبيات العجيبة، وحسب الممالك السبعة لأرض اللابوريا وكيف انتقل من ممكلة إلى أخرى باحثاً عن أي مخرج، ودون أية أسباب واضحة تقوده الرحلة الى الأرض الأخيرة، بعد معارك طاحنة ومواقف كوميدية وساخرة، مليجي الصغير يصل أخيراً إلى مبتغاه، إلى نفس الأغنية التي خرجت به من الواقع إلى السحر لتعيده من السحر إلى الواقع.
الرواية فانتازية، لا تشبه روايات كثيرة في عالم الكتب والاصدارات التي تبدو مثل شباك عنكبوتية يصعب الإختيار من بينها، لم يعجبني مدخل الرواية وأظن أن أحمد همام كان بحاجة إلى مدخل آخر أكثر قوة، ولكن بما أن الرواية ساخرة وفانتازية لا يمكنني الجزم بالإختيار وما اذا كان موفقاً أم لا، أعجبتني رحلة التنقلات بين المدن والعوالم والشخصيات والرقم سبعة، دائماً الرقم سبعة، لم تعجبني النهاية منذ بدايتها، وأظن أنها مفتعلة ومكررة جداً، حيث يستيقظ البطل فجأة ليجد أنه كان يحلم فقط بعد كل هذا العناء. أخيراً استمتعت بها وليست هذه الرواية محط نقد أو فائدة كبيرة تُرجى من الاسقاطات ان كانت موجودة، انها رواية للتسلية والسخرية من كل شيء وأظن أن هذا كان القصد الأول والأخير منها.